تمكن فريق الرجاء البيضاوي من تخطي عقبة فريق الجيش الملكي عقب فوزه بهدفين مقابل هدف واحد في مؤجل عن الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية، بالملعب الكبير بمراكش، أمام جمهور قدر بحوالي ستة عشر ألف متفرج من أنصار الفريقين. وقبل انطلاقة هذه المواجهة وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على روح الفقيد سمير فتحي، الناطق الرسمي السابق باسم الجيش الملكي، الذي وافته المنية يوم الأحد الماضي. النزال عرف في شوطه الأول سيطرة خفيفة للجيش الملكي، الذي حاول التكثيف من هجماته للضغط على دفاع الفريق الأخضر، الذي لعب بتريث وذكاء، بهدف مباغثة الزوار في اللحظة المناسبة. وكان أول تهديد حقيقي لمرمى البورقادي في الدقيقة 13، عقب تسديدة مابيدي حولها الحارس أمين البورقادي إلى ركنية. وتبقى هذه المحاولة أول إنذار للجيش الملكي، لتنطلق بعدها الحملات المتبادلة بين الجانبين، مما رفع من إيقاع التباري سعيا من كل فريق السبق إلى التهديف، لكن بعض التمريرات الخاطئة غالبا ما كانت تكسر هجمات الفريقين. وعمد الفريق العسكري في بعض الأحيان إلى الخشونة للحد من خطورة مهاجمي الرجاء، الذين واصلوا ضغطهم على مرمى البورقادي، خاصة عبر الكرات الثابتة، التي كادت ان تحمل إحداها الجديد، بعد كرة مركزة من المهاجم محسن ياجور، لكن كرته مرت بجوار القائم الأيسر لحارس الجيش الملكي. رد فعل العسكريين جاء سريعا بعد هجوم جماعي في (د38)، استغله اللاعب خابا موقعا على هدف السبق لفريقه. ولم تدم فرحة الزوار سوى دقيقة واحدة، حيث قاد الفريق الأخضر هجوما مرتدا سريعا أنهاه ياجور بكرة مركزة في شباك البورقادي، معلنا عن هدف التعادل. لتنتهي هذه الجولة بالتعادل بهدف لمثل. الشوط الثاني سار على نفس إيقاع الأول، مع تحسن في الأداء، إذ بادر فريق الجيش منذ الدقائق الأولى إلى الهجوم والتسديد عن بعد نحو مرمى بوعميرة، شكل بعضها خطورة على الرجاء دون أن تغير النتيجة المرسومة، ومع توالي الدقائق عمد الفريق العسكري إلى خطة السبق إلى الكرة، وفرض الحراسة اللصيقة على مهاجمي أصحاب الأرض لشل تحركاتهم، وبالتالي امتصاص حماسهم قصد الحفاظ على التعادل. وفي خضم السجال الكروي على مستوى وسط الميدان، أفلح الوافد الجديد أيوب نناح في توقيع الهدف الثاني لفريق الرجاء، بعد هجوم جماعي منسق وبتسديدة أرضية مركزة هزمت الحارس البورقادي في الدقيقة 69، الهدف الثاني للرجاء أعاد التوازن والثقة للاعبيه، لكنه بالمقابل فرض على الجيش لعب الكل للكل من أجل إدراك التعادل، غير أن انضباط لاعبي الفريق المضيف واستماتة الدفاع حالا دون هزم الحارس بوعميرة، رغم كل المحاولات والاندفاع نحو معترك الرجاء، خاصة في الدقائق العشرة الأخيرة من عمر النزال مما خلق متاعب لدفاع الرجاء، الذي دافع برجولية وقتالية عن امتياز النتيجة. لتنتهي مباراة الكلاسيكو التقليدي بفوز مستحق للرجاء على حساب الجيش بهدفين مقابل واحد، ورغم أهمية المواجهة وثقلها عرف الحكم هشام التيازي كيف يخرجها بأمان وبروح رياضية.