قامت فرقة من علماء فضاء أوروبيين، بدعم من جامعة القاضي عياض بمراكش، و بشراكة مع فرقة للتصوير من الصين، بعمل مشترك خلال الفترة الممتدة ما بين 24 نونبر الماضي و13 دجنبر الجاري، وذلك بعدة مناطق من المغرب كالدار البيضاء، فاس، مراكش وأرفود بالاخص. تكلفت الأولى اثناءها بإجراء بحث علمي ميداني، و اختبار لتقنيات جديدة لروبوتات الفضاء في صحراء المغرب على مدار ثلاثة أسابيع، أما الفرقة الصينية فقامت، قصد التوثيق، بتصوير جل مراحل التجربة العلمي. وقد هدف هذا المشروع الذي ترأسه المركز الألماني لأبحاث الذكاء الصناعي، بقيادة العالم الألماني thomas vogeleK وساهم في إنجازه كل من وكالة الفضاء الأوروبية والمركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء ووكالات الفضاء القومية في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، إلى تجريب برمجيات تتيح إمكانية التشغيل الذاتي للروبوات في إطار المهام الفضائية في هذه المناطق المغربية التي تبين تشابهها مع كوكب «المريخ»، وبالتالي، فإن المهمة الأساسية في هذا المشروع هو استعمال البرمجة المتطورة التي تم اختراعها حديثا، على روبو يحمل إسم «شيبارت» للتأكد من قدرته على التحرك بشكل ذاتي فوق هاته النوعية من التربة والتضاريس، استعدادا لإرساله لكوكب المريخ.. وقد كشفت مصادر متتبعة ل «الاتحاد الاشتراكي» أن هذه التجربة العلمية – «الفضائية»، على أراضي منطقة أرفود، قد عرفت نجاحا كبيرا، إذ تمت دون تسجيل أي فشل أو أعطاب، بالنظر للمساعدات والمساهمات القيمة التي قدمتها جانعة القاضي عياض بمراكش..، وهو الأمر الذي عبرت عنه البعثة العلمية الألمانية والاوروبية وفريق التصوير الصيني.. وحسب بيانات المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي (DFKI)، فإن الروبوت عليه أن يقطع عدة كيلومترات في الصحراء ليأخذ عينة تربة من مكان محدد، وأن يخطط لمساره ويتعامل مع الأمور غير المتوقعة ويتجاوز العقبات على نحو ذاتي. مع العلم أن هاته المنطقة التي سيُجرى فيها الاختبار تتسم باتساع مسطحاتها وتتخللها منحدرات حادة ووديان.. وفي هذا الإطار، فقد أعلن المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي في بريمن أنه تعد المرة الأولى التي تم اختبار التقنيات التي طورت في إطار مجموعة بحثية أوروبية خارج المختبر، كما أوضح بأنه بفضل تقنيات مطورة حديثاً، من المنتظر أن يتمكن إنسان آلي على نحو ذاتي من القيام بمهمة تتطلب السير لمسافات طويلة في الصحراء المغربية. وللإشارة، فإن أعضاء المركز الألماني لأبحاث الذكاء الصناعي (DFKI) يبحثون في التعاون بين الإنسان والروبوت (الرجل الآلي)، ويقومون بتأسيس مراكز تخصصية لمختلف الموضوعات، مثل القيادة الذاتية والتعلم المتعمق (الذكاء الصناعي)، ويختبرونمدن ومصانع المستقبل من خلال المختبرات الحية..، كما يعمل المركز في ثلاثة مواقع في ألمانيا، في كايزرسلاوترن وساربروكن وبريمن، بل يتجاوز حدود ألمانيا، فهو حاليا يوجد ما يقرب من 1000 عامل في مركز DFKI ينتمون إلى أكثر من 60 بلدا، يعملون في ما يزيد عن 295 مشروعا للأبحاث العلمية. في 18 مجال ومجموعة للبحث العلمي، وعشرة مراكز تخصصية، وسبعة مختبرات حية، يتم اختبار وظائف المنتجات المختلفة وإنجاز النماذج الأولية وتطوير الحلول القابلة للتطبيق العملي وتسجيلها كبراءات اختراع في مجالات تقنيات المعلومات والاتصالات. ومن بين فوائد أبحاثهم، نجد مثلا في مختبر التقنيات اللغوية يتم تعليم الآلات لغة البشر. وهو ما يشكل عاملا حاسما في التعاون بين الإنسان والروبوت. وبصفته شريك في هذا المشروع الذي يحمل اسم IUNO يتولى مركزDFKI المسؤولية عن أمن المعلوماتية في صناعة 4.0. كما يشكل الأمان أيضا موضوعا مهما في بناء منصة الفحص التقني الجديدة TÜV في موديلات KI في السيارات الذاتية التحكم: وتماما كما يحصل مع جسم السيارة – الهيكل، والمحرك، وكافة المكونات – سوف يخضع في المستقبل «عقل» السيارة أيضا للاختبار التقني لضمان الأمن والسلامة. ومن الأمثلة على مشروعات التعاون على المستوى الدولي، المبادرة الأوروبية EASY-IMP من أجل التبادل العلمي في مجال الملابس الذكية. أما البضائع التي تحتوي اليوم الذكاء الصناعي، فنجد أن قام الباحثون في مركز DFKI بتطوير جهاز قابل للارتداء «ويرابل» للعدائين، للتحذير من المبالغة في القدرة على التحمل ومن أجل الحماية من الإصابات: حساسات ضغط تتعرف على أسلوب الركض وتقوم بتصحيح وضعية القدم في الوقت الحقيقي، من خلال التأثير على عضلات الساق عبر التحفيز الكهربائي.مركز إبداع الروبوتيك يعمل على تطوير أنظمة روبوت متنقلة، يمكن استخدامها على اليابسة وفوق الماء وفي الهواء وحتى في الفضاء الخارجي، من أجل القيام بمهمات صعبة ومعقدة. كما أن هيكلا خارجيا جديدا سوف يساهم في إعادة التأهيل من الأمراض العصبية بمساعدة الروبوت.