تم الثلاثاء بمنطقة جبل لمدور بضواحي مدينة الريصاني إجراء الاختبارات والتجارب النهائية لمشروع الروبوت الفضائي الذي يروم النهوض بالبحث العلمي وتطوير عمليات الاستكشاف في الفضاء. وأشرف على هذه الاختبارات، التي تندرج في إطار برنامج قطب البحث الاستراتيجي الممول من قبل المفوضية الأوروبية في إطار برنامجها المسمى (أفق 2020) وفد يضم حوالي 50 شخصا يتكون من خبراء تابعين لوكالة الفضاء الأوروبية، وخبراء متخصصين في صناعة وتصميم الروبوتات، وآخرين متخصصين في مراقبة حركية الروبوتات. وتهدف هذه الاختبارات، التي تمت بواسطة ثلاثة روبوتات، بتنسيق مع مركز ابن بطوطة، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، إلى وضع أسس الأنظمة الروبوتية للقيام بمهام في المستقبل وتطوير وتعزيز عمليات استكشاف الفضاء، وتطوير استقلالية الروبوت وتمكينه من التحكم في مهام التخطيط وبرمجة وتنفيذ الأنشطة الأساسية للنظم الآلية. وأوضح خورحي أوسون، أحد المشرفين على هذا المشروع، أن الهدف من هذه الاختبارات هو إبراز واكتشاف تقنيات الروبوت الفضائي التي تم تطويرها في المختبر لمدة ناهزت عامين تقريبا، مضيفا أن هذا الروبوت يعتمد على تقنية رائدة تم تصميمها وتطويرها للقيام بمهام عن بعد وباستقلالية تامة . وأضاف أنه تم اختيار المغرب مكانا لإجراء هذه الاختبارات بالنظر إلى الخصائص الهامة التي تميز تربته، مشيرا إلى أن هذه التجارب ستمكن من تطوير آليات ومجال تدخل الروبوت الفضائي، وتعزيز فاعليته لينجح في المستقبل في القيام بعدد من المهام في الفضاء. وأبرز أن هذا الاختبار، الذي يأتي استكمالا للاختبارات التي انطلقت بداية الشهر الجاري، مكن من الوقوف، بالخصوص، على مدى جاهزية وصلاحية الروبوت ومعرفة مختلف الإكراهات والصعاب التي تواجهه. وأكد أن هذا الروبوت سيمكن من أخذ العديد من الصور وجمع المعطيات والبيانات اللازمة التي ستكون مفيدة في تطوير البحث العلمي. من جهته، اعتبر تاج الدين كمال، نائب رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، المكلف بالبحث العلمي، ورئيس مركز ابن بطوطة التابع للجامعة، أن هذه الاختبارات التي ستتواصل إلى غاية 10 دجنبر الجاري تهدف بالخصوص إلى التأكد من جاهزية الروبوت الفضائي ومدى قدرته على إنجاز المهام الموكلة إليه في أحسن الظروف. وأشار إلى أنه سبق لفريق من وكالة الفضاء النمساوية القيام بزيارة لمنطقة أرفود تم خلالها اختبار عدد من الروبوتات والزي الفضائي وأنظمة التواصل، كما حل فريق علمي إيطالي بنفس المنطقة، في وقت سابق، بغرض قياس درجات الحرارة والرطوبة وسرعة الهواء. وأوضح المنظمون أنه سيتم في ختام هذه الاختبارات رفع تقرير لوكالة الفضاء الأوروبية يتضمن، بالخصوص، نتائج وخلاصات الاختبارات المنجزة، وما ينبغي القيام به مستقبلا لتطوير أداء وفعالية الروبوت الفضائي.