تستعد وكالة الفضاء الأوروبية لإرسال روبوت إلى الفضاء على شكل سحلية قادر على التحرك على المساحات الملساء في الفضاء، لينوب عن رواد الفضاء في مهمات الصيانة الخطرة، بحسب تقرير إخباري، الجمعة. وهذا الروبوت مجهز بست قوائم، مزودة بمادة من الألياف المجهرية اللاصقة تحاكي تلك المزودة بها بعض الزواحف الصغيرة، وهي تعمل بشكل جيد في الفراغ ودرجات الحرارة في الفضاء، بحسب ما أوضح بيان الوكالة الفضائية الأوروبية. وقال مايكل هنري، المسؤول عن الفريق العلمي القائم على هذه المهمة: "هذه الطريقة في العمل هي مثال جيد على المحاكاة الطبيعية التي تبحث عن حلول تقنية من الطبيعة". ويحاكي هذا الروبوت السحالي التي تتمتع في قوائمها بملايين الشعيرات المجهرية اللاصقة الموضوعة في ترتيب معين يتيح لها أن تلتصق بالأسطح الملساء. ويسمي العلماء هذه الظاهرة "قوة فان دير وولز"، وهي ظاهرة يجري فيها تفاعل كهربائي ضعيف بين الجزيئات، يؤدي إلى نشوء قوة ضاغطة تلصق قوائم السحلية على الحائط أو الزجاج. وبناء على هذه الظاهرة الطبيعية، صمم العلماء هذا الروبوت البالغ وزنه 240 غراما فقط، وهو مزود بست قوائم تحاكي قوائم السحلية في طريقة التصاقها بالمساحات الملساء. لكن الشعيرات التي صممها العلماء لقوائم الروبوت أكبر من تلك الموجودة بالطبيعة، إذ إن كل شعيرة من الشعيرات الطبيعية أدق بألف مرة من شعرة الإنسان. إلا أن هذه الشعيرات الاصطناعية أثبتت قدرتها على حمل الروبوت، بحسب ما يؤكد العلماء. وأجريت سلسلة من التجارب في المختبرات التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في هولندا، وأظهرت أن الروبوت يعمل بشكل جيد في ظروف تحاكي الفضاء من حيث الفراغ والحرارة. ويرى لوران بامباغيان الباحث في وكالة الفضاء الأوروبية والمكلف بمتابعة مشروع الروبوت أن هذا النجاح التجريبي يعني أن إرسال هذا الروبوت إلى الفضاء أصبح على طاولة البحث. ومن شأن هذا الروبوت أن يعفي الرواد من مهمات الخروج إلى الفضاء ذات المخاطر العالية، بغية القيام بعملية إصلاح أو تنفيذ مهمة طارئة خارج مركباتهم الفضائية أو خارج متن محطة الفضاء الدولية، على غرار المهمة التي نفذها في الأيام القليلة الماضية رائدا فضاء أميركيان خرجا لإصلاح عطل طرأ على مضخة جهاز التبريد في المحطة التي تسبح على ارتفاع أكثر من 400 ألف متر عن سطح الأرض. والقوائم الست المصممة لهذا الروبوت يمكنها أن تتحرك بكل الاتجاهات، ما يتيح لهذه السحلية الآلية أن تنتقل من مساحة أفقية إلى مساحة عمودية دون أن تقع. ومن مزايا هذا الروبوت أنه قابل للتطور والتحديث في مهماته وهو في الفضاء من خلال تحديث برامجه المعلوماتية، بحيث يمكنه القيام بمهمات جديدة لم تكن متصورة من قبل أن يرسل إلى الفضاء، وذلك بفضل تصميمه المرن.