منطقة أرفود بالرشيدية تستقطب، بحكم طابعها البيئي والجغرافي الفريد والمتميز، اهتمام الخبراء والباحثين الدوليين في علم الفضاء، الذين جعلوا منها محطة لإجراء أبرز تجربة فضائية في العالم تحاكي الرحلات المستقبلية نحو كوكب المريخ” Mars 2013 “. سيقوم منتدى الفضاء النمساوي ” The Austrian Space Forum “يوم السبت المقبل 09 فبراير 2013 بمنطقة أرفود بالرشيدية بإجراء أبرز تجربة علمية فريدة من نوعها في العالم تحاكي الرحلات الاستكشافية المرتقبة في المستقبل نحو الكوكب الأحمر المريخ، أطلق عليها اسم ” Mars 2013 “. وستتميز هذه التجربة العلمية الافتراضية التي ستحظى بمتابعة مباشرة وبتغطية إعلامية واسعة من طرف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، بالحضور الفعلي للسيد لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، إلى جانب العديد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين المغاربة والأجانب. وقد تم الإعداد لهذه التجربة العالمية الفريدة من نوعها في إطار برنامج “PolAres” بشراكة بين مركز ابن بطوطة بمراكش ومنتدى الفضاء النمساوي، وبمساهمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر وجامعة القاضي عياض بمراكش، وسفارة النمسا بالرباط والمدرسة الإيطالية لعلوم الفضاء، وبالحضور الفعلي لممثلين عن معاهد علوم الفضاء بالدول الرائدة في مجال الأبحاث الفضائية (الولاياتالمتحدة، روسيا، فرنسا، إيطاليا، سويسرا، بولندا، المملكة المتحدة، هنغاريا، النمسا، نيوزيلاندا وألمانيا). وسيتولى مركز «إنسبروك» بالنمسا، الإشراف على هذه التجربة الاستكشافية الافتراضية، بمنطقة أرفود بالرشيدية اعتبارا لأوجه التشابه الكبير بين سطحها وسطح المريخ، والتي تدخل في إطار التحضير للقيام برحلات استكشاف بشرية لهذا الكوكب خلال العقود القادمة. وفي إطار الاستعداد لهذه الاختبارات الاستكشافية الافتراضية، فقد تم نقل المعدات اللوجستية والتقنية والمادية التي تستلزمها هذه التجربة إلى منطقة أرفود بالرشيدية. كما حل بالمنطقة ابتداء من فاتح فبراير 2013 فريق عمل كبير العدد مكون من أبرز علماء الفضاء في العالم ينتمون للعديد من الدول من مختلف القارات ومن بينها المغرب، حيث ستستمر مهمتهم العلمية إلى غاية 28 فبراير 2013، سيجرون خلالها تجارب علمية ستفيد بشكل كبير في استشراف الرحلات المستقبلية المرتقبة نحو المريخ. والهدف من هذه التجربة الافتراضية هو تقييم آثار العوامل والظروف التي سيتعايش معها رواد الفضاء الذين تحدوهم الرغبة في النزول مستقبلا على كوكب المريخ، وقياس مدى قدرة الإنسان على تحمل هذه الرحلة الاستكشافية خارج كوكب الأرض، وعلى التعامل مع مختلف المخاطر المحتملة الوقوع أثناء الرحلة وأثناء الهبوط على سطح الكوكب. كما سيتم التركيز خلال هذه التجربة على قياس مدى فاعلية المعدات والآليات الجديدة المصنعة ومدى قدرتها على إنجاح الرحلة الاستكشافية الحقيقية إلى المريخ، كما سيتم أخذ العديد من الصور والعينات والمعلومات التي توثق رحلة محاكاة كوكب المريخ و اكتشاف المزيد من أسراره. ويعود الفضل في إجراء هذه التجربة العلمية الافتراضية في مجال الاستكشاف الفضائي إلى الأهمية البالغة التي تحظى بها منطقة أرفود بالجنوب الشرقي للمملكة لدى علماء الفضاء بحكم طابعها البيئي والجغرافي المتميز، كما يعود في الأصل، إلى ما يتوفر عليه المغرب من طاقات بشرية ونخب علمية مؤهلة وذات الكفاءة العالية في مجالات البحث العلمي والتقني والتكنولوجي، وإلى ما تبذله هذه النخب من جهود قيمة ومتنوعة قصد الرقي بالمنظومة الوطنية للبحث وربطها بالتنمية والرفع من تنافسيتها على المستوى الدولي.