على إيقاع صور ابداعية جميلة تماهى معها الطيف الذي تابع فقراتها ، تم اسدال الستار يوم الجمعة 7 دجنبر 2018 على حزمة من المبادرات أطلقتها ادارة المؤسسة السجنية بوزان، مساهمة منها في تخليد اليوم الوطني للسجين الذي دأبت على احيائه بشكل نوعي المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج منذ مدة. باقة الفقرات الفنية التي نسجت خيوطها «ساكنة» السجن المحلي بوزان بصمت على التحول الكبير الذي لحق الحياة بأماكن الحرمان من الحرية (السجن نموذجا) التي نجحت نسبيا في مد جسور التواصل مع أنسنة الحياة بالمؤسسة السجنية التي تعتبر(الأنسنة) مدخلا من بين المداخل الرئيسة لمصالحة هذه المؤسسة مع دورها في إعداد السجين لادماجه من جديد في المجتمع، الذي عليه (المجتمع) بدوره أن ينخرط في تحقيق هذا الهدف ، وذلك بالقطع مع صور الوصم الاجتماعي التي يحملها عن كل من مر بالمؤسسة السجنية. الحفل لم يخل من نقد أثثه نزلاء بلغة ساخرة ادهشت الحضور، لواقع الصحة بالمغرب، ولفشل المدرسة العمومية في تربية الناشئة على المواطنة وحقنها بجرعات من قيمها، فكان أن نتج عن هذا الفشل مضاف إليه هشاشة الأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها غالبية أسر الساكنة السجنية الشابة ، وغياب بنيات استقبال بجماعاتهم الترابية تساهم في عقلنة شغبهم وصقل مواهبهم ،(نتج عنه) سقوط العشرات من الشباب في شباك الأمراض الاجتماعية التي تقود الكثير منهم إلى العيش ردحا من عمره محروما من حريته . هذا الحرمان من الحرية كما جاء ذلك على لسان أكثر من نزيل تفاعل مع الحضور، يسمح بالانتقال من شط الألم إلى شط الأمل، وذلك بالعودة إلى المجتمع مستفيدا من الدرس ومحصنا من الأخطاء. حفل تخليد اليوم الوطني للسجين تميز بتوزيع شهادات تقديرية وجوائز كانت من نصيب نزلاء تفوقوا في الكثير من المسابقات الفنية والرياضية والثقافية، والانخراط في برامج محاربة الأمية، والتكوين المهني….. كما أن تخليد هذا اليوم كان فرصة جديدة التقت فيها اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة طنجة مع النزلاء في ورشة حقوقية تمحورت حول «التربية على المواطنة وحقوق الإنسان»، وفي نفس الإطار كان للمجلس العلمي المحلي ولمديرية التربية الوطنية كلمتهما لتأطير النزلاء ضد العنف بكل أشكاله. يذكر بأن الحفل المذكور تابع فقراته المندوب الجهوي لإدارة السجون واعادة الادماج بجهة طنجةتطوانالحسيمة، ومدير سجن وزان المحلي، وممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، والسلطة المحلية (قائد وقائدة)، وممثل المجلس العلمي المحلي، وممثل مديرية التكوين المهني ، وممثلة المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، وفعاليات مدنية متنوعة يشهد لها بالحضور الدائم في تنشيط الحياة بالمؤسسة السجنية.