من أقوى اللحظات التي عرفتها فعاليات مهرجان مراكش الدولي للفيلم مساء اليوم السبت، الاستقبال الحافل والكبير الذي حظي به أسطورة السينما الامريكية، بل العالمية، الفنان الممثل و المخرج السينمائي روبرت دي نيرو من طرف الجماهير الحاضرة بقاعة قصر المؤتمرات بمراكش، حيث وقف الكل يصفق طويلا لهاته الأسطورة التي لازالت تعطي وتبدع سينمائيا وتدافع إنسانيا وحقوقيا عن التنوع و الاختلاف و العيش الكريم.. ، الذي جسده بتواضعه في الاستجابة التلقائية ورجلاه تطأ البساط الاحمر للمهرجان أن يتجه صوب الجماهيىر المتواجدة وراء السياجات ويأخذ بكل تواضع واببتسامات صادقة صور سيلفي مع كل من يدعوه لذلك، الامر الذي جعل لحظة التكرين داخل القاعة تتأخر لدقائق كثيرة، لم تتثر حفيظة المنتظرين داخل فضاء التكريم، التي كانت غاصة بالمدعوين من المغاربة و الاجانب.. الذين استحسنوا هذا الفعل الإنسان النبيل من نجم سينمائي عالمي بكل ما تحمل الكلمة من مهنى. حفل تكريم روبير دي نيرو تميز بحضور المخرج العالمي ورفيق دربه مارتن سكورسيزي، الحاصل على جائزة الاوسكار، الذي سلم للنجم المحتفى به النجمة الذهبية: الذي قال بصدده››أنا سعيد جدا بأن أمنح النجمة الذهبية إلى رويبر الصديق والعزيز جدا والنجم الرائع، لقد تشاركنا مسيرة تجاوزت ال40 سنة صورنا خلالها أفلاما عظيمة ( تسعة افلام تركت بصمتها العالمية السينمائية) ولطالما لفتني التزامه الكامل بعمله››. مضيفا أن روبرت دي نيرو يتقمص كل شخصية، حيث لا يشعر المتابع أن الأمر مجرد تمثيل، «إنه يسافر بنا إلى عالم الشخصية التي يجسد دورها»، وذلك امام تصفيقات حارة ولافتة ومؤثرة للنجم العالمي روبر دي نيرو بالحضور، الذي ألقى كلمة عبر فيها عن شكره لجلالة الملك محمد السادس و للامير مولاي رشيد و للشعب المغربي ولإدارة المهرجان، الذين خصوه باستقبال كبير ومنقطع النظير قائلا « شكرا (بالغة العربية) لجلالة الملك محمد السادس و للامير مولاي رشيد و للشعب المغربي… « وأضاف النجم السينمائي الأمريكي في كلمته أن رعاية جلالة الملك و الأمير مولاي رشيد، لهاته التظاهرة فإنهما يمدان جسور التواصل الثقافي بين الدول، موضحا أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يمثل أحد أهم المواعيد السينمائية العالمية. مشيرا إلى « دور الدولة في دعم الثقافة من أجل التصدي للمآسي الإنسانية التي يعيشها العالم، مؤكدا أن الفن يتجاوز الحدود، ولا يقصي الآخرين، إذ «الفن ليس أنانيا، وليس عنصريا، إنه شمولي يحتفي بتنوع الأصول والأفكار›. مضيفا في هذا السياق أن بلاده تمر حاليا من «حالة غريبة من الوطنية» تحت شعار « أمريكا أولا»، مختتما « قد تخذلنا السياسة ولكن الفن يجمعنا» وبالمناسبة فقد تم خلال حفل التكريم عرض شريط قصير لأبرز الأدوار التي أداها النجم دي نيرو خلال مسيرته الفنية التي تجاوزت ال50 سنة، كما تم عرض شريط قصير يدعو فيه دي نيرو العالم إلى احترام الإنسان واختلافه، بعيدا عن أي مرجعية عرقية أو دينية أو سياسية.