جريا على عادات وتقاليد الأسلاف، نظم الشرفاء الدارسة المنحدرون من اقليم زاكورة زاوية أهل بني علي بقيادة فزواطة القاطنين بمدينة الدارالبيضاء ونواحيها، بتراب عمالة مقاطعات مولاي رشيد، بمقاطعة سيدي عثمان، تحت شعار: «خير خلف لخير سلف»، بتاريخ 20 نونبر 2018، بحضور السلطات المحلية في شخص قائد الملحقة الادارية 63، والعديد من الفاعلين الجمعويين والمهتمين وساكنة المنطقة بمختلف شرائحها، موسما احتفاليا بفضاء الهواء الطلق بطابع فلكلوري في نسخته 69، وذلك بمناسبة ذكرى الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف ككل سنة وفي نفس المكان، وهو الذي دأب اباؤهم وأجدادهم على تنظيمه، في أجواء روحانية وطقوس خاصة نابعة من التراث الذي تتميز بالمنطقة، بمشاركة الفرقة الفلكلورية اقلال والحضرة التي تتغنى بالذكر والشعر والكلمة الموزونة. ويعتبر هذا الموسم حسب تصريح ايت عمي حو محمد احد الاعضاء المسيرين والمنظمين للموسم، ملحقا للموسم السنوي الذي ينظم بزاكورة، وهو بمثابة إرث عن الآباء من الشرفاء الأدارسة ابا عن جد، والمنتمين لقيادة بني علي، والتي تتكون من زاوية سيدي موسى، وزاوية سيدي عبد الرحمان اوموسى، وباعتبار أن مجموعة من الوافدين من الاقاليم الصحراوية في السابق كانوا يشتغلون ويعيشون بالدارالبيضاء، أي منذ الثلاثينيات والأربعينيات، ولتعذر احتفال العديد منهم بهذه المناسبة نظرا لمجموعة من الإكراهات، فكروا في احياء هذه المناسبة بالمكان الذي يتواجدون به، تزامنا في نفس الوقت مع الاحتفالات بها بمسقط رأسهم وبنفس الطقوس، وذلك ايمانا منهم بالحفاظ والتشبث بالعادات والتقاليد والهوية الصحراوية، وكذا تقريب الموسم الاحتفالي من القاطنين بالدارالبيضاء وضواحيها، مكرسين بذلك جيل الاستمرارية وجيل الموروث الثقافي والفكري الزاكوري والصحراوي، والتعريف به لدى مختلف الاجيال. كما اكد بأن الاستعدادات لهذا الموسم تبدأ تقريبا منذ شهر قبل ذكرى عيد المولد النبوي، فيما يخص التحضيرات المادية واللوجيستيكية…، والذي يبقى جزءا منها وخصوصا المادي منها يعتمد على مساهمة الأفراد فيما بينهم، حيث تشترى منها الذبيحة الخاصة بوجبة العشاء « =وجبة كسكس»، وهي المناسبة التي يشارك فيها النساء كما الرجال بمختلف الأعمار في اجواء روحانية، وفلكلورية متمثلة بالتراث الفني اقلال المعروف بزاكورة، باعتباره فنا من الفنون الشعبية المعروفة، وتحافظ عليه، وتسخره للتعبير عن أفراحها، وأتراحها، كما تتباهى به بين القبائل، لأنه إرث كل قبيلة. وللاشارة فمن الفنون الشعبية التراثية كذلك المعروفة بالمنطقة : فن دقة السيف والركبة والرسمة والوسطى والتحوفي وجلال، والحضرة والشمرة ، والكدرة وغيرها.