أسدل الستار يوم الخميس 22 نونبر الجاري على فعاليات مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بحضور جماهيري متعدد ومتنوع وفي مقدمة هؤلاء محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال والكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن وسفير مصر المعتمد بالرباط والفنان المصري محمود حميدة والفنانة راوية. وما ميز هذا الحفل الختامي، الكلمة التي ألقاها عبد الحق منطرش رئيس مهرحان الرباط الدولي لسينما المؤلف، التي كشف فيها أن هذه الدورة عرفت مشاركة أكثر من 200 ضيف من السينمائيين ومهنيي القطاع القادمين من بلدان عربية وأوربية وأمريكية ومن بينهم 15 سينمائيا مغربيا يعيشون بالمهجر. وأوضح منطرش أن الدورة شهدت إقبالا وتجاوبا كبيرين للجمهور الوطني والرباطي مع فقرات البرنامج الفني وكذلك الأنشطة الموازية والمتمثلة أساسا في ندوات المهرجان، حيث ساد خلالها نقاش عالي وذو بعد مهني عميق يتوخى الرفع من مستوى هذا الفن الأصيل من حيث الشكل والمضمون وعلى المستوى الفني والتقني خدمة لترسخ القيم النبيلة وتقدم الإنسانية. وأبرز نفس المتحدث أن جمهور العاصمة المتعطش للثقافة والفن كان يعي جيدا أن المهرجان فرصة سانحة ولا تعوض للاستمتاع بأفلام سينمائية وراءها مبدعون كبار لهم بصمتهم في المجال، لذلك كنا نجد فضاءات العرض خاصة سينما الفن السابع التي تحتضن أفلام المسابقة الرسمية ومسرح محمد الخامس الذي يشهد عروض الأفلام المغربية لمخرجين مغاربة متميزين، تمتلئ عن أخرها بالجمهور وحسب الإحصائيات التي لدينا فقد استقطب المهرجان أكثر من 40 ألف شخص كزائرين لقاعات العروض الستة. ولم يخف منطرش شعوره بالفخر والاعتزاز لأن المتابعين للمهرجان عبر البث المباشر على الشبكات الاجتماعية عرفت هي الأخرى متابعة وتفاعلا كبيرين حيث يصل أحيانا عدد المتابعين المباشرين لها في اليوم الواحد إلى أكثر من 64 ألف شخص، وبلغ مجموع المتابعين على شبكة الأنترنيت إلى 212 ألف متتبع، كما أن عدد المتابعين غير المباشرين قدر ب 3 ملايين متتبع، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المهرجان له عشاقه وجمهوره الوطني والدولي. وبالموازاة، سجل منطرش التجاوب المتميز الذي كان بارزا مع أفلام المخرجين المغاربة المقيمين بالخارج، باعتبارها إبداعات وطنية منفتحة على ثقافة الأخر ومتشبعة بالثقافة و التراث المغربي الأصيلين. وشهد هذا الحفل تكريم المخرج الامريكي ذو الاصول الاثيوبية هايلي غريما واعتبر حمادي كيروم هذا التكريم بمثابة لحظة تحول في مسار مهرجان الرباط، باعتبار أن المكرم شخصية سينمائية بارزة في العالم. هذا، وقد فازالفيلم الأوكراني» فولكانو» للمخرج رومان بوندارشوك ، بجائزة الحسن الثاني التي تعتبر الحائزة الكبرى للمهرجان، وتسلمها مخرج الفيلم مصحوبا بزوجته وطفله من محمد الاعرج وزير الثقافة والإتصال محمد الأعرج. أما جائزة لجنة التحكيم: حصل عليها فيلم « نعيم « من جورجيا ، وهو من إخراج زازا خالفاشي، كما حصلت بطلة نفس الفيلم الممثلة ماريسكا دياميدز على جائزة أحسن دور نسائي أما بالنسبة لجائزة السيناريو فكانت من نصيب المخرج اللبناني بهيج حجيج عن فيلمه « صباح الخير، الذي نال أيضا جائزة أحسن دور رجالي، وهي الجائزة التي نالها مناصفة بطلي الفيلم غابرييل يامين والراحل عادل شاهين الذي توفي قبل عرض الفيلم بمدة قصيرة. وتجدر الاشارة إلى أن هذه الجوائز الخمس منحتها لجنة تحكيم رسمية سباعية الأعضاء برئاسة المخرج الأمريكي – الإثيوبي هايلي جيريما وإلى جانبه الباحثة الفلسفية الإيطالية مانويلا باستشي والصحافية الإسبانية ليديا بيرالطا غارسيا والناقدة والصحافية السينمائبة الفرنسبة كاترين رويل والمخرج الفرنسي – الكونغولي دافيد بيير فيلا وأستاذة الفلسفة وعلم النفس اللبنانية روز ماري شاهين والكاتب والمترجم والرسام المغربي حسن بورقية. ولم يفت هذه اللجنة منح تنويه خاص للفيلم الإيراني « أمير « للمخرج نيمة اغليما. أما جائزة النقد، التي منحتها لجنة تحكيم ثانية مكونة من أربعة نقاد هم: المغربي عمر بلخمار والأمريكية نويليا سانتوس والجزائري حميد بنعمرة والسينغالية فاتو كيني سين، فقد كانت من نصيب الفيلم البلجيكي « قيامة « للمخرج كريستوف هورناريت وكشف عبد الاله الدغمي عن جائزة الجمهور الذي كان مكلفا بهذه المهمة بسينما الفن السابع، فكانت من نصيب مناصفة الفيلم المغربي « نديرة « للمخرج كمال كمال، تسلمتها بطلة الفيلم جيهان كمال، والفيلم السوري» عزف منفرد « للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد. يذكر أن نصف الأفلام المتبارية لم يحالفها الحظ في الحصول على جائزة أو تنويه، وهذه الأفلام هي: « يوتوبيا « من إخراج براردو كاربوني من إيطاليا، « ولدي « من إخراج محمد بن عطية من تونس، « الرحلة « من إخراج محمد الدراجي من العراق، « المؤلف « من إخراج مارتان كوينكا من إسبانيا، « النائمة ديفال « من إخراج مانويل سانشيز من فرنسا، « كتابة على الثلج « من إخراج رشيد مشهراوي من فلسطين، « لعزيزة « لمحسن بصري من المغرب.