كان اللقاء الذي جمع بين حسنية أكادير والرجاء البيضاوي، برسم مؤجل الدورة الثانية من البطولة الاحترافية، والذي أداره الحكم عادل زوراق من عصبة الجنوب، يعد بطابق كروي كبير. فقد عرف حضورا جماهيريا كبيرا وحضورا رسميا كذلك أثث المنصة الرسمية بكاملها. المباراة عرفت شوطا أولا كانت فيه السيطرة لعناصر الحسنية التي أبدت منذ الانطلاقة عزمها على انتزاع نقط المباراة، حيث سجلنا منذ الدقيقة الأولى محاولة هجومية محلية أنهاها المتألق أوبيلا بقذفة جانبت مرمى الحارس بوعميرة الذي خلف الزنيتي في هذا اللقاء. وجاءت بعد هذه المحاولة محاولات أخرى للفريق الأكاديري غاب عنها التركيز، ما عدا محاولة من زهير شاوش في نهاية هذا الشوط من قذفة قوية أخطأت مرمى الرجاء. ورغم أن هذا الأخير خاض هذه المباراة منقوصا من عدد من عناصره الأساسية فإن العناصر الاحتياطية التي تم الاعتماد عليها كبديل لم تخيب أمل المدرب غاريدو الذي عبر عن رضاه على عطائها الذي سيتأكد خلال الشوط الثاني من المباراة. فخلال هذا الشوط تحولت مجريات اللعب لصالح الرجاء الذي خلقت عناصره جملة من المحاولات شكلت خطرا حقيقيا على مرمى الحواصلي الذي يرجع إليه الفضل في إنقاذ الحسنية في أكثر من موقف حرج. ففي حدود الدقيقة 65 كان هناك تدخل حاسم أمام ياجور الذي كاد أن يعطي لفريقه هدف السبق. وفي حدود الدقيقة 85 أتيحت فرصة أخطر للبديل محمد شعبان الذي تمكن من الإنفراد بالحارس الحواصلي، لكن هذا الأخير تمكن من صد قدفته. وعموما فقد كان الرجاء قريبا من حسم المباراة لصالحه بفعل المحاولات التي خلقها كل من ياجور وبنحليب الذي أقحم خلال هذا الشوط، وكذا شعبان. وقد تمكنت عناصر الحسنية من التحرر من هذه السيطرة خلال الدقائق الأخيرة، أو بالأحرى الميتة، من المباراة وخلقت فرصا خطيرة ضاعت بفعل سوء الحظ. ففي حدود الدقيقة التسعون ضاع هدف محقق من الملوكي. وتلت هذه المحاولة ما يمكن اعتباره كرة المباراة والتي كان من ورائها كريم البركاوي الذي إقتحم مربع الخضر مراوغا عددا من المدافعين لينهي الموقف بقدفة قوية صدتها العارضة الأفقية لمرمى بوعميرة. وعموما فقد عرفت هذه المباراة قوة وندية بين الفريقين، وعرفت كذلك فرجة كروية أفسدتها للأسف بعض السلوكات وبعض الإنفلاتات التي صدرت عن بعض عناصر الجمهور، وليس كله، والتي اقتحمت أرضية الملعب عند صافرة النهاية وخلقت حالة من الفوضى ومن «الفرجة المؤسفة» التي تؤشر على أن ملاعبنا أصبحت تتكلم لغة أخرى لا علاقة لها بالحس الرياضي السليم، لغة مقلقة تتواصل بالعنف والشغب، وتهدد بالتأكيد شروط الفرجة الآمنة التي يتطلع إليها كل محب لهذه الجلدة الملعونة. كما تمت معاينة أحداث شغب خارج أسوار الملعب وفي محيط المدينة حيث سجلت عدة حالات للتخريب والفوضى.