كسر خبراء الخصوبة الحاجر الاجتماعي الذي تقيمه بعض الأسر على زواج المرأة من الرجل الأصغر منها سنا، بعد أن حثوا النساء اللاتي تجاوزن الأربعين من أعمارهن على الارتباط برجال أصغر منهن. ورجح باحثون من جامعة ماكجيل الكندية أن زواج النساء المتقدمات في السن من رجال في مثل سنهن أو أكبر يمكن أن يكون عائقا في طريق تحقيق حلم الأمومة بالنسبة إليهن، لأن الرجل من وجهة نظرهم لديه ساعة بيولوجية كما المرأة تماما، ويمكن أن يدخل مرحلة سن اليأس مع بلوغه الثالثة والأربعين. وقال الباحث مايكل الدهان في مؤتمر الخصوبة في هاواي «إن النتائج التي توصلنا إليها مذهلة، فقد كنا نظن أن الرجال باستطاعتهم تأخير الإنجاب إلى أجل غير مسمى، بما أنه في مقدورهم إنتاج الحيوانات المنوية حتى في مراحل متقدمة من العمر، في المقابل تولد النساء وهن حاملات لمجموعة من البويضات». وأضاف «لكن العلماء يرون أن الطفرات يمكن أن تزحف على الحيوانات المنوية مع تقدم الرجل في العمر، فيصبح بالتالي عاجزا عن التخصيب، لذلك فمن الأفضل للمرأة الأربعينية الارتباط برجل أصغر منها سنا إذا ما أرادت الإنجاب». وأوضح «نعتقد أن بويضات النساء الشابات بإمكانها إصلاح أي عيوب في المواد الوراثية للحيوانات المنوية، ولكن الأمر غير ممكن إذا بلغت المرأة الأربعين من العمر». وقال «إنها الدراسة الأولى التي تظهر مدى أهمية سن الرجل بالنسبة للنساء المتقدمات في العمر، وهذه حجة بيولوجية قد تفسر أسباب زواج النجمات من الرجال الأصغر منهن، وقد تعطي دافعا للنساء الكبيرات لاختيار شركاء شباب». داجان ويلز:« النساء المتقدمات في السن يمكن أن يجدن من الأسهل الحصول على الحمل مع الشباب لأن قدرة الرجل على الإنجاب تزداد ضعفا مع تجاوزه الأربعين». وأجرى الباحثون دراستهم على عينة تتكون من نساء تتراوح أعمارهن بين 40 و46 أجريت لهن 904 دورة تلقيح اصطناعي بين عامي 2010 و2012 وأزواج يبلغون من العمر 43 سنة وأكثر، وليس لديهم أطفال. وقال داجان ويلز، خبير الخصوبة في جامعة أكسفورد إن النساء اللاتي تجاوزن الأربعين يمكن أن يجدن من الأسهل الحصول على الحمل مع الشباب، موضحا أن قدرة الرجل على الإنجاب تزداد ضعفا مع تجاوزه الأربعين، وذلك يرجع إلى الدمار الذي يصيب الحمض النووي. وكان آلان بيسي خبير الخصوبة بجامعة شيفيلد وسكرتير جمعية الخصوبة البريطانية قد أكد عام 2007 أن هناك العديد من الأدلة التي يمكن أن تبرهن على أن الرجل ليس محصنا ضد تراجع القدرة على الإنجاب، فالرجل الأكبر سنا أقل قدرة من الشاب صغير السن، وإن نجح في تخصيب زوجته فإنها ستكون أيضا عرضة للإجهاض. وشكلت في بريطانيا في ذلك الوقت جمعية تسمى «أندروبوز» تهدف إلى التوعية بهذه المشكلة بين الأطباء والمرضى. ودعا الباحث مالكوم كاروثرز رئيس الجمعية إلى ضرورة الاعتراف بوجود هذه الحالة وعلاجها قائلا إنه «ليس من الإنصاف التمييز بين الرجال والنساء في هذا الشأن». الأطفال المولودون لآباء تقدم بهم العمر يمكن أن يتعرضوا بعد كبرهم لاضطرابات نفسية، مثل التوحد وانفصام الشخصية، بصورة أكثر من غيرهم. وشن حملة تهدف إلى معاملة الرجال بنفس الطريقة التي تعامل بها النساء اللاتي يشتكين من حالة سن اليأس. ويرى أن الرجال لا يهتمون بما لديهم من مشاكل صحية ويقبلون ما يقال لهم دون أن يتحروا، وهذا ما يؤدي إلى عدم إدراك الكثيرين لحالة سن اليأس لدى الذكور. وتعزز نتائج هذه الدراسات الأدلة المتوفرة حول دور الآباء المسنين في إنجاب أطفال يعانون من مشاكل وراثية مختلفة. ويعتقد علماء الوراثة أن الأطفال المولودين لآباء مسنين يمكن أن يتعرضوا بعد كبرهم لاضطرابات نفسية، مثل التوحد وانفصام الشخصية، بصورة أكثر من غيرهم. وأشار بحث واسع النطاق، أجري على حوالي 3 ملايين من الأطفال أن مخاطر تطور الاضطرابات النفسية تزداد بمقدار 34 بالمئة لدى الأطفال الذين تجاوزت أعمار آبائهم عند ولادتهم 45 سنة، قياسا بأولئك الذين تراوحت أعمار آبائهم بين 25 و29 عاما. وقالت ديلورز مالاسبينا، كبيرة الباحثين في كلية الجراحين وأطباء العائلة بجامعة كولومبيا إن للرجل ساعة بيولوجية أيضا وعليه أن يعي المخاطر التي تواجهه عندما يخطط لإنجاب الأطفال.