تفاجأ مستعملو حافلات النقل الحضري صباح يوم الاثنين 08 أكتوبر 2018، بنقص حاد في عدد الحافلات ببعض الخطوط الحيوية، وتأخرها عن مواعيدها، زيادة على الاكتظاظ الكبير الذي فاق كل التوقعات، وهو ما عاينته «الاتحاد الاشتراكي» على مستوى نقاط الوقوف الخاصة بالخط 25، الذي يربط مجموعة من أحياء المدينة بجامعة محمد الأول وقبلها عدد من المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية. وتسببت هذه الوضعية في احتجاجات عارمة، بحيث احتج عدد كبير من الطلبة والتلاميذ على مستوى نقطتي توقف الحافلات بالقرب من باب الغربي ومستوصف مولاي ادريس، وعبروا عن استيائهم من تكرار نفس «السيناريو» بشكل شبه يومي، اكتظاظ وتأخر في المواعيد ينجم عنه ضياع حصص دراسية، وهو الأمر الذي تسبب في ارتباك حركة المرور في منطقة تعرف حركة سير دؤوبة خصوصا وأنها تزامنت مع بداية الأسبوع. ولم يخف المواطنون والمواطنات سخطهم العارم تجاه الشركة المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري، وحملوا مسؤولية ما يقع لرئيس الجماعة الحضرية لوجدة «الذي لم يتدخل لإلزام الشركة باحترام بنود كناش التحملات في بندها المتعلق بعدد الحافلات، وإلزامها باحترام الدقة في المواعيد وتفادي الاكتظاظ»، مطالبين» بإسقاط عقد الشركة وفتح المجال أمام شركات أخرى تحترم التزاماتها وتأخذ في الاعتبار إنسانية وكرامة المواطن». هذا، وقد استأثر ملف النقل الحضري بوجدة بجدول أعمال أشغال الدورة الاستثنائية للجماعة المنعقدة مؤخرا، بحيث أجمع مستشارو المجلس، بكافة مكوناته، على «الاختلالات الكبيرة التي يعرفها تدبير هذا الملف»، وتم الكشف بأن الشركة المفوض لها تدبير القطاع «استثمرت في الأوراق أكثر من استثمارها على أرض الواقع، بعدما أهملت النهوض بجودة خدماتها من خلال عدم الالتزام ببنود كناش التحملات…». واستنكر بعض المستشارين استعمال الشركة لحافلات صغيرة « شبيهة بحافلات نقل البضائع»، في خطوط حيوية بمناطق تضم كثافة سكانية كبيرة، وما تعرفه هذه الحافلات من اكتظاظ يضر بصحة وسلامة الركاب زيادة على تأخرها الدائم… وردا على تدخل لمدير شركة «موبيليس» برر فيه عدم الالتزام بعدد الحافلات، التي حددت في 70 حافلة مع بداية عمل الشركة في فاتح يناير 2017، بكون «جميع شركات النقل الحضري عبر التراب الوطني لا تحترم كناش التحملات» ! ، استنكر أحد مستشاري الأغلبية ذلك مبرزا بأن» الشركة تحايلت على الجماعة من أجل الظفر بصفقة التدبير المفوض للنقل الحضري وقامت بتغليطهم للفوز بهذه الصفقة ، وبعد ذلك قامت بتقليص حجم الاستثمار وتقليص عدد الحافلات».