تصوير: حسن كوني صادف معسكر المنتخب المغربي بأكادير صدور قرار الكاف بحرمان كتيبة الزاكي من المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2015، والتي طلب المغرب، عبثا تأجيلها، فيما المكتب التنفيذي للمنتظم الإفريقي لكرة القدم يبدو أكثر من مصمم لأن ينقذ هذه الكأس وينظمها أينما كان، ولو بدولة قطر، لأنه لا يريد التفريط في المداخيل المالية التي أصبحت تدرها الكأس الإفريقية، والتي غذت مصدر تمويل أساسي للكاف. لهذا كان من المنتظر، بل ومن الطبيعي، أن يكون المتضرر الأول من قرار الكاف هم اللاعبون، مما جعل علامة استفهام كبرى تطرح بشأن الوجه الذي سيظهرون به أمام منتخب البينين الفتي. لكن وقائع المباراة، وأجواءها الاحتفالية كذلك، والتي كان فيها للجمهور الأكاديري دور كبير، جعل الأمور تسير في اتجاه آخر. فمنذ البداية، أبان منتخب البينين عن مؤهلات محترمة، حيث كان منتشرا بشكل جيد في الملعب، وحاول الاستحواذ على الكرة، والضغط على لاعبي المنتخب الوطني في منطقتهم، بل وحاول خلق محاولات للتهديف كادت أن تتحقق منها فرصة واحدة، منذ الدقيقة الثالثة، لكن من موقع شرود. المنتخب الوطني واجه فتوة واندفاع العناصر البينينية بتجربة لاعبيه، الذين تمكنوا خلال الشوط الأول، ومن مرتدات هجومية، من أن يوقعوا على هدف السبق منذ الدقيقة 7، وذلك إثر تنفيذ ركنية ستنتهي برأسية في الشباك لنور الدين أمرابط، الذي سيتعرض لخشونة ستفرض تعويضه بمروان الشماخ. واستمر ضغط العناصر الوطنية إلى أن تمكنت من إضافة هدف ثان، في حدود الدقيقة 28، وسيوقع عليه عبد الرزاق حمد الله. ثم سيتلوه هدف ثالث تأتى من هجوم قاده القيدوم مروان الشماخ، الذي مرر صوب عمر القادوري الذي أضاف الهدف الثالث (د 31) من قذفة قوية مرت بين رجلي الحارس البينيني «فارنول فابيان». منتخب البينين لم يكن غائبا، بل كان خلال هذا الشوط أكثر استحواذا على الكرة، وخلق بعض الفرص التي كانت تصطدم بيقظة الحارس أمسيف. لكنه، في حدود الدقيقة 45، سيتمكن من تسجيل هدفه الوحيد من رأسية لمهاجمه «رودي»، وذلك من كرة توصل بها من زميله «بادارو». وخلال الشوط الثاني، واصلت العناصر البينينية ضغطها ودفاعها المتقدم، لكنها اصطدمت بتجربة عناصر المنتخب الوطني الذي كان خط هجومه، المكون من حمد الله والشماخ وعمر القادوري بمؤازرة من الخاليقي، يشكل تركيبة شبه مثالية. وكان القادوري متألقا في هذا اللقاء، وقاد مجموعة من الهجمات، ومد زملاءه بسخاء، قبل أن يتم تعويضه بأسامة السعيدي «د.69». وستتمكن العناصر الوطنية من إضافة ثلاثة أهداف أخرى حولت المباراة إلى مهرجان حقيقي، زاد من احتفاليته الجمهور الأكاديري الحاضر، والذي تجاوز تعداده 17 ألف متفرج. وهكذا سجل المنتخب الوطني هدفا رابعا من رجل أيوب الخاليقي، الذي استغل اختلاطا أمام المرمى، ليسكن الكرة في الشباك (د 60). وتلاه هدف خامس، في الدقيقة 88، كان من ورائه مجددا عبد الرزاق حمد الله، الذي وقع هدفه الثاني، ثم الهدف السادس، في حدود الدقيقة التسعين، والذي كان من ورائه مروان الشماخ، الذي أكد أنه يبقى من الثوابت الهجومية للمنتخب الوطني. وعموما، فالمباراة شكلت تمرينا مفيدا للعناصر الوطنية، رغم أن لا أحد يعرف ما ينتظر كرتنا الوطنية بعد قرار الكاف، الذي ينبغي التسلح لمواجهة توابعه وعواقبه. ويبدو لحد الآن أنه حتى الناخب الوطني ليست له فكرة واضحة في هذا الصدد. وفي انتظار اتضاح الرؤية، يبقى المتضرر الأول والأخير هم اللاعبون الذين، رغم تضامنهم مع موقف بلادهم المطالب بتأجيل الكان، يعبرون عن حسرتهم وأسفهم على الإقصاء الذي كانوا ضحاياه، والذي سيجبرهم على متابعة العرس الكروي الإفريقي، إذا كان هناك عرس، من بعيد .. بعيد. تصريحات: بادو الزاكي: «طلب تأجيل الكان هو قرار حكومي، ويهم صحة المواطن. أما القرار الذي اتخذته الكاف بحرماننا من المشاركة الكان فهو قرار لا يهمنا إلا بشكل غير مباشر، وهو لم يؤثر على اللاعبين. وحتى الجمهور، وكما يظهر من مباراة أكادير اليوم، يبدو متفهما للقرار الذي اتخذته بلادنا، وهو ما يظهره تفاعله مع المباراة. «بخصوص استراتيجيتنا بعد قرار الكاف، أعتقد أن الحسم فيها سابق لأوانه. فليس هناك بعد قرار نهائي للكاف. ينبغي انتظار الأحكام النهائية لتحديد خطوط استراتيجية بديلة». أسامة السعيدي: «أنا أعتبر قرار المغرب بالمطالبة بتأجيل كأس اأفريقيا قرارا إيجابيا. كما أنني سعيد بعودتي للعب للمنتخب، واللعب لبلادي، وأتمنى أن أعطي أكثر ما يمكنني إعطاؤه..» مروان داكوستا: «رغم قرار الكاف، قدمنا مباراة جيدة. وجمهور أكادير جمهور رائع قدم دعما كبيرا للاعبين ورفع معنوياتهم، خصوصا في هذه الظرفية التي حكم عليهم فيها بالإقصاء من طرف الكاف.» المهدي بنعطية: «لعبنا مباراة جيدة رغم خيبة أملنا بعد قرار الكاف. لاعبونا منسجمون فيما بينهم، رغم كل شيء. و يبقى قرار بلادنا بطلب التأجيل قرارا سليما لأنه أولا وأخيرا يهم صحة المواطن.» مروان الشماخ : «أكيد أن معنوياتنا قد أثر عليها قرار الكاف بحرماننا من المشاركة في الكان 2015. وقد حاولنا أن نتدرب ونعمل لكي نؤدي اليوم مباراة جيدة. نتأسف لكون الكاف لم تعط فرصة للمغرب، مما تضرر منه اللاعبون، وينبغي البحث عن طريق آخر نخرج به من هذا الوضع..» لقطات مازالت مشكلة المشاكل بأكادير هي مسألة، أو بالأحرى معضلة، التنقل إلى ملعب أدرار الكبير. فالراجلون يعانون من جحيم حقيقي قبل الوصول إلى الملعب، بالأخص وعدد كبير من الجمهور الذي يحج الى الملعب يأتي من أحياء وبلدات غير قريبة كتيكوين، والدشيرة، وآيت ملول، وأحياء كثيرة محسوبة على أكادير. ويعاني من هذه المعضلة حتى الأشخاص الذين يتوفرون على وسيلة نقل، لأنهم يجدون أنفسهم محاصرين في الطرق المؤدية إلى الملعب، في سلسلات من الزحام يمضون فيها وقتا طويلا، وطويلا جدا، قبل أن تنفك عنهم الغمة، ويجدون طريقا سالكا إلى الملعب. اللقاء الإعلامي الذي عقد عقب نهاية المباراة حضره الناخب الوطني بادو الزاكي، فيما غاب عنه مدرب منتخب البينين، الذي يبدو أن نتيجة اللقاء أثرت عليه، كما أثرت على لاعبيه الذين غابوا بدورهم عن المنطقة المختلطة، التي يتم بها عادة تنظيم لقاءات بين اللاعبين وممثلي الإعلام الرياضي.