في تجربة جديدة من خارج أرض الوطن، ومن مصر تحديدا، يطل الشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان، ومن داخل «بيت ياسين» كل يوم جمعة ابتداء من الساعة التاسعة ليلا على قناة «الغد» الفضائية، على الجمهور العربي والمغربي في برنامج جديد في فكرته ومضمونه. برنامج ينزّل الثقافة من ترفها ونخبويتها إلى عوالم المشاهد العام عبر لغة ميسّرة وممهورة بلغة اليومي القريبة من الناس. وفي تصريح خصّ به جريدتنا حول دواعي البحث عن آفاق أخرى لتجربته، اعتبر ياسين عدنان أن كل تجربة نضجت وترسّخت في وجدان المتتبع والمشاهد، يجب بالضرورة تطويرُها حتى لا تظل تراوح مكانها أو تتراجع، مشيرا الى أنه كان يحتاج إلى مساحة زمنية أوسع وإلى تصوّر أكثر جدّة وأحسن سبكا، فتصادفت هذه الاحتياجات الذاتية مع اهتمامات قناة «الغد» التي كوّنت فكرة عنه من خلال برنامج «مشارف» الذي استطاع من داخل القناة الأولى أن ينجح في أن يكون برنامجا ثقافيا رصينا يتابعه جمهور عربي أيضا. ويعتبر صاحب «مشارف» أنه مع هذه التجربة الجديدة يأخذ حيّزا جديدا وعبر قناة عربية، لكنه يواصل نفس المهمة ويستأنف نفس المشروع في مجال الإعلام الثقافي. وأضاف عدنان أن برنامجه الجديد «بيت ياسين»، يمنحه فرصة أكبر للانفتاح على كل التجارب الثقافية من أدب وفكر ومسرح وسينما وتمثيل وغناء، تجارب قاسمها المشترك الالتزام والانخراط في الأفق الثقافي الهادف، وهو الأفق الذي يترجمه الإعلان الاشهاري للبرنامج الذي تبثه قناة «الغد»، باستضافة مثقفين وفنانين من طينة: بنسالم حميش، حسن أوريد، كريمة الصقلي، أدونيس، عبد الله الغذامي، يوسف زيدان، إبراهيم عيسى، ميسون صقر، نوري الجراح، صموئيل شمعون، شكري المبخوت، واسيني الأعرج، زينب الأعوج، جاهدة وهبة، تانيا صالح، خالد الهبر، نصير شمة، وغيرهم. «بيت ياسين» الذي اختير له ديكور، على هيئة بيت بكل مرافقه الحيوية، يضفي على فضاءاته ألفة وحميمية، الشيء الذي يجعل ضيوفه من كبار المثقفين والمبدعين العرب، ينفكّون من أغلال الرسمية ويتخفّفون من اللغة الأكاديمية التي تقصر المشاهدة على فئات بعينها من المثقفين والمتعلمين والمهتمين بالشأن الثقافي والفنّي. بيت لكل المشاهدين الذين سيلمسون من ضيوف «البيت» لغة سلسة، بسيطة بساطة معيشهم، تنقلهم إلى مدارات السؤال الثقافي وتشركهم في قضايا الإبداع التي هم وقودها وحجارتها في البدء والمنتهى. هكذا يستضيف ياسين، أسماء ريادية أثرت الثقافة العربية والمغربية، على طاولة الطعام، في جلسة حميمية يفتح خلالها الضيوف شهية الناس إلى الوجبة الثقافية، كما يفتحون نوافذ جديدة على عوالمهم الإبداعية، وأيضا علبهم السوداء التي تختزن ذكريات وتجارب ذاتية يجهلها المشاهد.