أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالرباط، أن علاقات التعاون القائمة بين المغرب وروسيا عرفت تطورا إيجابيا في مختلف المجالات، منذ الدورة الأخيرة للجنة المشتركة المنعقدة بموسكو، وذلك بفضل تبادل الزيارات من مستوى عال والتوقيع على شراكة استراتيجية معمقة بين البلدين. وأشاد بوريطة الذي ترأس إلى جانب وزير الفلاحة الروسي ديميتري باتروشيف أشغال الدورة السابعة للجنة المشتركة المغربية- الروسية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، أن المبادلات الاقتصادية قد عرفت «تطورا يبعث على الارتياح»، كما هو الشأن بالنسبة للقطاعات الرئيسية من قبيل الفلاحة والطاقة والسياحة والصناعة. وفي كلمة بالمناسبة، أشار بوريطة إلى أن هذا اللقاء يكتسي أهمية كبرى على اعتبار أنه يتزامن مع الذكرى ال 60 لإرساء العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا، والتي عرفت طيلة السنوات الأخيرة تطورا يقوم على الصداقة المتينة والتعاون المثمر والاحترام المتبادل. وأضاف بوريطة أن هذا الاجتماع يكتسي، أيضا، أهمية خاصة بالنظر إلى أن البلدين يحتفلان بعد بضعة أشهر بالذكرى ال 25 لإرساء اللجنة المشتركة المغربية- الروسية كآلية للتنمية وتتبع علاقتهما الثنائية. وأشار الوزير إلى أن الدورة السابعة للجنة المشتركة تأتي في سياق التطور الإيجابي الذي يميز العلاقات الثنائية منذ الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لروسيا في مارس 2015، ومن خلال التوقيع على شراكة استراتيجية معمقة بين البلدين. وأبرز أن هذه الشراكة الاستراتيجية تشكل التزاما على أعلى مستوى بالبلدين لتطوير العلاقات الثنائية وإغناء محتواها وتوسيع التعاون بين الجانبين ليشمل مجالات أخرى مهمة وبصفة خاصة العسكرية والأمنية والتكنولوجية. وبالنسبة للمغرب -يضيف السيد بوريطة – فإن الشراكة الاستراتيجية المعمقة تعبير عن الإرادة الراسخة للمغرب حيال المضي قدما وإلى أبعد حد ممكن في علاقات التعاون مع روسيا، مشددا على أن الأمر يتعلق باختيار من قبل المغرب في إطار تنويع شراكاته وتعزيز علاقاته مع حلفائه الاستراتيجيين. وبعد أن ذكر بأن الزيارة التي قام بها الوزير الأول الروسي ديميتري ميدفيديف في أكتوبر الماضي للمغرب، شكلت مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي عبر التوقيع على 11 اتفاقية تهم مختلف المجالات، أشار السيد بوريطة إلى أن مؤهلات التعاون بين البلدين لم يتم استغلالها بعد بشكل كبير. وأكد «أن هذه الدورة ستمكننا من إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية»، داعيا في هذا السياق إلى العمل على تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها وتجسيد المشاريع التي تمت مناقشتها بين البلدين، وبصفة خاصة في مجالي الفلاحة والطاقة. وأعرب عن ارتياح المغرب لاحتلال روسيا المرتبة العشرين كزبون والعاشرة كمزود، مشيرا في هذا السياق إلى أنه من المهم بالنسبة لروسيا أن تأخذ بعين الاعتبار المؤهلات العديدة التي يتيحها الاقتصاد المغربي ومواكبة هذه الدينامية التي تعرفها المبادلات الاقتصادية والتجارية عبر إيلاء المزيد من الاهتمام للاستثمارات. كما شدد بوريطة على ضرورة إيجاد تكامل بين مختلف آليات التعاون المغربي- الروسي، مشيرا إلى أن الالتزامات المتخذة في إطار الشراكة الاستراتيجية المعمقة «يجب أن تشكل مرجعا وهدفا بالنسبة لنا وأن جميع آليات التعاون يجب أن تنصب نحو تحقيق هذه الأهداف». وكانت الدورة السابعة للجنة المشتركة المغربية- الروسية مناسبة للجانبين لتقييم مختلف مراحل علاقات التعاون والشراكة بينهما، وما تم القيام به خلال السنوات الأخيرة وتحديد الأوراش الجديدة. ويعكس هذا الاجتماع المستوى الممتاز للحوار السياسي الذي يتميز بتطابق وتناغم المقاربات التي يتبناها البلدان بخصوص القضايا الإقليمية والدولية، وبصفة خاصة بالنسبة لتعزيز الأمن والسلم والتنمية بإفريقيا. وعقب هذه الدورة، وقع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ووزير الفلاحة الروسي على محضر الاجتماع.