هناك قضايا كبرى يطرحها التحول الرقمي، في كل المجتمعات، من بينها تأثيره في التنشئة الاجتماعية، ودوره الجلي في ثقافة الشباب واليافعين وحتى الأطفال، لذلك أصبح ضروريا أخذ هذا المعطى المحوري، في كل مجالات التربية والتكوين، ليس لأنه البديل عن الكتاب وعن التلقين التقليدي والنقاش، ولكن لأنه يفرض نفسه في كل مناحي الحياة، وينبغي التعامل معه بوعي ودراية. وحسب العديد من الخبراء، الذين اهتموا بتأثيرات التكنولوجيات الحديثة في التواصل، فإنهم يعتبرون أن الاعتماد المبالغ فيه على الأنترنيت كوسيلة في التربية والتعليم، يحمل في طياته سلبيات كثيرة، رغم أنه يتيح الوصول السهل إلى المعلومات، لأن ما تتضمنه شبكة الأنترنيت من محتوى متناقض، وناقص، في الكثير من الأحيان، لا يمكنه أن يعوض التربية والتعليم، بالطرق الكلاسيكية. بل أكثر من ذلك، فما يروج في شبكات التواصل الاجتماعي، من أخبار كاذبة وتعليقات سيئة وعنف لفظي، وغيرها من المظاهر السلبية المعروفة، تشكل خطرا على ثقافة الطفل، إذا لم يحسن التعامل معه، لذلك يدعو العديد من الخبراء إلى أن يكون التعليم بالكتاب والتفاعل المباشر، وليس الافتراضي، هو البوصلة في العملية التربوية، كما أَن مسألة تدريس الشبكات الاجتماعية وما يسمى بمحاربة الأمية الرقمية، أصبحت ضرورية، لمرافقة التعامل مع التكنولوجيات الحديثة في التواصل. ومن بين القضايا التي ينبغي الانتباه إليها وإدراكها، من طرف كل مستعملي الأنترنيت، وخاصة الشبكات الاجتماعية، أَن كل ما يروج في هذه الفضاءات، يخضع أيضا لتوجيه، سواء من طرف المحركات الكبرى، أو من طرف شركات عالمية، وأيضا من طرف الحكومات التي أخذت تستثمر أموالا طائلة في هذه الوسائط في إطار الدعاية والحرب الإعلامية السياسية والديبلوماسية والتجارية… ويمكن القول هنا إن التحول الرقمي، يفرض اليوم تحليل آثاره على المجتمع، وخاصة على الفئات الشابة لأنه أصبح يشكل جزءا كبيرا من مصادر أخبارهم وعلاقاتهم وتفاعلهم مع محيطهم ومجتمعهم والعالم من حولهم، بإيجابياتها وسلبياتها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها.