انطلاقا مما تكتسيه برامج التأهيل الجيد للحقل الديني، والرفع من قدرات المؤطرين الدينيين، وصقل مردوديتهم، «في أفق الارتقاء بعملهم وأداء رسالتهم بما ينسجم ووسطية القيم الدينية الحقة وسماحتها واعتدالها، في مجال الدين والدنيا والعبادات والمعاملات، ولأجل حماية الدين الإسلامي من المغرضين والمتطرفين والظلاميين»، نظم المجلس العلمي المحلي لمدينة خنيفرة، يوما دراسيا في موضوع: «التأهيل العلمي للمؤطر الديني وأثره في ترشيد عمل القيمين الدينيين»، لفائدة الأئمة المرشدين والمرشدات، ومؤطري «خطة ميثاق العلماء» التي سبق للمجلس العلمي المحلي، عام 2014، أن نظم في شأنها لقاء وطنيا في موضوع: «دور مؤطر خطة ميثاق العلماء في تأهيل الأئمة»، حضره عدد من رؤساء المجالس العلمية، ومن أساتذة الحقل الديني، والأئمة والوعاظ والمؤطرين والمرشدين والمرشدات، تلته لقاءات ودورات مماثلة. اليوم الدراسي، الذي استضافه مقر كتاب عمرة بنت عبد الرحمن، يأتي، حسب المنظمين ، ضمن سلسلة الدورات التكوينية التي يواظب المجلس العلمي المحلي على تنظيمها، قام بتسيير أشغاله عضو المجلس العلمي ذ. عباس أدعوش، وتميز بكلمتين افتتاحيتين، الأولى من تقديم رئيس المجلس العلمي المحلي، الدكتور مصطفى زمهنى، الذي شدد فيها على «أهمية تقوية العدة العلمية والمهارية للمؤطر(ة) الديني(ة)، وإغنائها بما يكفي لضمان تأثير العمل وظهور جدواه على الواقع، تمثلا واقتداء واهتداء، في حين أبرز المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، الأستاذ الحبيب الكردودي، ما تكتسيه مثل هذه اللقاءات من أهمية بالغة، كونها تربط المؤطر والمؤطرة، بشكل دائم، بأسباب تحيين وتجويد العمل، وحض المؤطرين على الانتفاع بما يقدمه السادة العلماء من نفيس الفكر وجليل العلم وخلاصات التجارب بما يفيدهم في تأطير الأئمة، ويرقى بدورهم الروحي الإصلاحي في صيانة المجتمع وتنميته». وفي ذات السياق، تميز اليوم الدراسي، بمشاركة، رئيس المجلس العلمي المحلي لسيدي قاسم، الدكتور عبد اللطيف الميموني، بمداخلة تناول فيها الحديث عن الدرس الأشعري وأثره في تهذيب الفكر والسلوك، إلى جانب، رئيس المجلس العلمي لسيدي سليمان، الدكتور محيي الدين البقالي، بمداخلة تحت عنوان: «منهج البحث الفقهي في المدرسة المالكية: القواعد والخصائص»، في وقت لم يفت الدكتور محمد حافظ المشاركة بورقة هامة تناول فيها أهمية السيرة النبوية ودورها في فهم الدين، منوها بجهود المغاربة في خدمتها والتأليف فيها. ويشار إلى أن المداخلات، في جانبها العقدي والفقهي والسلوكي، كشفت عما يميز الاختيارات المغربية وثوابتها الدينية – من خلال رموزها وأعلامها – من غنى وتنوع وانفتاح وقوة، ومن وحدة مذهبية متجلية في المالكية، وأكدت مسؤولية المستفيدين من اليوم الدراسي، باعتبارهم المؤتمنين على تسيير المساجد وتدبير الشأن الديني، حيث فتح باب المناقشة في وجه الحضور، لتجمع ردود العلماء المشاركين، على أهمية الانفتاح والتواصل والانخراط الإيجابي في قضايا الأمة والمجتمع، وإشاعة الأمن الروحي، إن على مستوى الأنشطة المباشرة، أو على المواقع الالكترونية، بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والحجة القوية الصحيحة، وغيرها مما يكرس وجاهة مقاربة تدبير الشأن الديني بالشكل السليم.