احتضنت قاعة أحد فنادق مدينة البوغاز، صبيحة السبت الماضي، ندوة حول موضوع «الهجرة في المغرب بين الالتزامات والواقع» من تنظيم المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بشراكة مع مؤسسة فريدريك إيبرت الألمانية . وقد حضر اللقاء كل من رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان وأحد أعضاء مؤسسة فريدريك إيبرت والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فضلا عن نخبة من الفاعلين الجمعويين والعديد من الأفارقة وفي مقدمتهم بليز مايمبا مبيمبيل المستشار الوطني للمنظمة الديمقراطية للشغل. وتطرق المشاركون لأهم التزامات المغرب في إطار اعتماد مقاربة تشاركية في إدماج الأفارقة في مختلف المجالات، ولاسيما حقهم الطبيعي في السكن اللائق والكرامة والشغل . واستعرض محمد رقوش محام بهيئة طنجة موضوع الهجرة والمواثيق الدولية والوضع في المغرب، معتبرا أن هذا الموضوع لم يكن ذا اهتمام للمغرب إلا مع بداية التسعينات إبان مطلع الطفرة الحقوقية التي عرفها المغرب . ولم يحل ذلك دون تسجيله لبعض الملاحظات بخصوص الوضع بالمغرب منتقدا محدودية التسوية النهائية لوضعية المهاجرين الأفارقة بالمغرب. وطالب بضرورة التسريع لملاءمة المنظومة القانونية مع الدستور الجديد اعتمادا على إشراك مؤسسات الإعلام والمجتمع المدني ، في حين أكد كريم الشعيري نائب رئيس جمعية اللقاء المتوسطي للهجرة والتنمية أن جمعيته عالجت ملفات وفاة أزيد من 30 مهاجرا إفريقيا بالمدينة وتطرق للحادث الذي تعرض له قبل أشهر السينغالي تشارل ندوم بمنطقة بوخالف وما نتج عنه من اعتقال عناصر تشتغل رفقة الجمعية بعد دفاعهم المستميت عن قضية المهاجرين الأفارقة. ولم يستثن الشعيري الوضعية المحرجة التي يعيشها العديد من المواطنين المغاربة بمنطقة بوخالف لغياب الأمن وتشكيهم من المهاجرين الأفارقة المقيمين بصفة غير شرعية وأن ذلك تسبب في تدهور قيمة العقار بالمنطقة، مضيفا أن من شأن تسوية الوضع القانوني للأفارقة إصلاح الوضع. واعتبر بليز مايمبا المستشار الوطني الأول للمنظمة الديمقراطية للشغل أن المهاجرين الأفارقة يعانون من التهميش وغياب المساواة في فرص العمل، معتبرا أن حقوق الإنسان تؤخذ بمنطق إنساني بعيدا عما هو عرقي أو ديني، كما دعا المشاركون لضرورة نبذ العنف ما دامت قضية المهاجرين الأفارقة تحظى بقبول كبير لدى الحقوقيين .