رئيس الحكومة : دستوريا اللغة العربية و الأمازيغية هما الرسميتان .. وزارة التربية الوطنية : الأمر يتعلق فقط ب 8 كلمات في كتاب مدرسي يحتوي على أزيد من 8000 كلمة الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية : السلطة التشريعية مدعوة لسن قوانين لحماية اللغة العربية خرج رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عن صمته في نازلة استعمال الدارجة في الكتاب المدرسي و أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي بأنه ” لا يمكن استعمال الدارجة في التعليم ، لأن اللغتين العربية و الأمازيغية دستوريا هما اللغتان الرسميتان ، و أضاف العثماني أن القانون الإطار لمنظومة التربية و التكوين و الذي سيعرض على البرلمان ، ينص في الفقرة 29 على ” ضرورة التقيد باللغة المقررة في التدريس من الاستعمالات اللغوية ، و ذلك لقطع الطريق على الدراجة ، و بالتالي لا يسمح بوجود تعابير أو جمل أو فقرات بالدراجة ضمن المقرر الدراسي ، مشددا على أن هذا القرار نهائي و الحكومة على وعي به “. لكنه بالمقابل أكد على أن النقاش ينبغي عرضه على المتخصصين من مربين و لغويين و لجان معنية بعد استشارة المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي ….و في سياق تفاعله مع ما روجته مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذا الموضوع تحديدا ، اعتبر رئيس الحكومة بأن المسألة ليست جزءا أساسيا في الإصلاح و لا تشمل كل المستويات و جميع الكتب المدرسية مشددا على أن ذلك لا يعني التساهل في مسألة إدخال الدارجة في المناهج و البرامج التعليمية … و بعد أن عبر عن استعداده ” لتصحيح كل الأخطاء ، و لكن بعد التأكد منها ، أشار رئيس الحكومة إلى أن كثيرا من الصفحات التي يتم ترويجها و تتضمن عبارات أو جملا بالدارجة هي ليست مقررات مغربية و أغلبها لم يتم طبعه في المغرب منبها إلى تغليط الرأي العام و خلق حالة السلبية مما يروج له ..مبرزا أن المغرب بصدد مرحلة جديدة من الإصلاح الشامل لمنظومة التربية و التكوين انطلاقا من الرؤية التي وضعها المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي ضمن خطة طموحة و إصلاح مستقبلي يمتد لغاية 2030 . وضمن ذات السياق ، كانت وزارة التربية الوطنية قد أكدت في بلاغ توضيحي لها أن وزارة التربية الوطنية لم تعد تنتج كتبا مدرسية بشكل مباشر ، بل يركز دورها في إعداد المنهاج الدراسي بمختلف مكوناته ( برامج دراسية ، توجيهات تربوية ، أطر مرجعية للتقويم ) و تبعا لذلك ، تتقدم الوزارة بطلب عروض لتأليف الكتب المدرسية حسب دفاتر تحملات تحدد المواصفات العلمية و البيداغوجية و التقنية و الفنية للمنتوج على أساس عرض المشاريع التي تتقدم بها الفرق التربوية على لجان تقويم و مصادقة مستقلة تتكون من مختصين في المجال العلمي و الديداكتيكي للكتب المعنية . وبعد تقييم أجود الإنتاجات و تقويمها – يضيف بلاغ وزارة التربية الوطنية تتم المصادقة عليها قصد الطبع و التوزيع و إجازة استعمالها في المؤسسات التعليمية على صعيد التراب الوطني … و ردا على مناهضي استعمال بعض الكلمات باللغة الدراجة بمشروع كراسة التلميذ ” مرشدي في اللغة العربية ” للسنة الثانية من التعليم الابتدائي ، أكدت الوزارة أن لجنة التقويم و المصادقة لم تجد أي مبرر تنظيمي أو تربوي يمنع استعمال أسماء مغربية ( لباس و مأكولات ) في نص قرائي وظيفي ..موضحة أن المنطلقات البيداغوجية ذات الصلة بالسنة الثانية من التعليم الابتدائي تستند إلى اعتماد الثقافة المغربية في نصوص موجهة لتلاميذ المراحل الأولى من تعليم اللغة العربية باعتماد تعليم يعتمد على القراءة و الفهم عبر نصوص حكائية ووظيفية تتضمن حقولا لغوية مختلفة تنسجم مع المجالات المبرمجة و تثري الرصيد اللغوي للمتعلم– حسب بلاغ الوزارة دائما – بواسطة الوقائع و الأمثلة و الأشياء المحسوسة المستقاة من المحيط و الوسط … و إسهابا في التوضيح ، أكد بلاغ الوزارة ، أن موضوع النص هو العائلة ، و هو نص وظيفي يصف عقيقة في بيت مغربي بهدف معرفة المتعلم و المتعلمة بأواصر الارتباط بين أفراد العائلة ومنها كلمات وضعت ما بين مزدوجتين ” البغرير ” ، ” البريوات” و ” لغريبة ” …علما أن الأمر يتعلق فقط ب 8 كلمات في كتاب مدرسي من 150 صفحة يحتوي على أزيد من 8000 كلمة … التغييرات في الكتاب المدرسي المعتمد سبق لمديرية المناهج بالوزارة أن حسمت فيها من خلال مذكرة خلال شهر ماي الماضي موجهة إلى الأكاديميات في شأن الكتب و الكراسات المدرسية المدرجة في إطار المبادرة الملكية ” مليون محفظة ” تؤكد من خلالها أن الكتب المدرسية المعنية بالتغيير هي الكراسات الخاصة بالمواد و المستويات التالية : اللغة العربية و الرياضيات و النشاط العلمي المقررة بالمستويين الأول و الثاني من التعليم الابتدائي ، و اللغة الفرنسية بالسنوات الثانية و الخامسة و السادسة من التعليم الابتدائي ، و المستويات الثلاث للسلك الثانوي الإعدادي و التي سيتم تحيينها بعد فترة تجريب السنة الحالية حسب مديرية المناهج …أما باقي الكتب المعتمدة بالأسلاك التعليمة المعنية بالمبادرة الملكية ” مليون محفظة ” لن تعرف أي مراجعة .. و تبعا لتدعيات استعمال مفردات من الدراجة المغربية، كان الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية سباقا في إصدار بيان في الموضوع يستنكر من خلاله الصور المتداولة في بعض شبكات التواصل الاجتماعي و الخاصة بأحد دروس الكتاب المدرسي الجديد في مكون القراءة في مادة اللغة العربية يالسنة الثانية من التعليم الابتدائي– حسب ذات البيان – معتبرا أن ما وقع يتنافى مع المقتضيات الدستورية لا سيما الفصل الخامس الذي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية بالمغرب إلى جانب الأمازيغية ناهيك عن تعارضه الواضح مع مضامين الرؤية الاستراتيجية و مشروع القانون الإطار للتربية و التكوين و البحث العلمي …و أشار بيان الائتلاف أن المسوغات التي ساقتها وزارة التربية الوطنية لتعليل هذا التسريب الغريب و المتمثلة فيما أسمته مبررات بيداغوجية صرفة واهية و لا تصمد أمام الحقيقة العلمية لتعلم اللغة و تعليمها لأن ذلك يؤدي إلى البلبلة و الاضطراب في أذهان المتعلمين ، و شدد الائتلاف على أن الكتاب المدرسي باعتباره حاملا بيداغوجيا أساسيا يتعين إبلاءه العناية المستحقة … و دعا الائتلاف لإيقاف اعتماد هذه المقررات و الدعوة إلى مراجعتها ، كما شدد بيان الائتلاف على ضرورة الاحتكام إلى المساطر المنظمة لإعداد الكتب و إسنادها للكفاءات الوطنية من ذوي التخصص من خلال الاحتكام للضوابط البيداغوجية و المرجعيات ذات الصلة …و دعا الائتلاف السلطة التشريعية لسن قوانين لحماية اللغة العربية ،..