?بعد ساعات ستغتصب حياة المهدي فوق أرض "الحق والقانون "؛سيُمضي حسب ما اتفق عليه جمهور الرواة من السفاحين أنفسهم والمتعاونين والصامتين والمتاجرين ؛ ساعات غير معروفة العدد من الاختطاف إلى الاغتيال ؛ سيخنقه جلادوه الكبار بأدوات وطنه وأجهزته ؛ وبيدي أبناء جلدته وسماء بلدته وأنفاس مواطنيه ؛ سيبزغ بين الشهداء جذوة متوهجة ؛سيحتل الساحات والمشاريع والأحلام والوقفات والسكنات ؛ سيفلت من أمر الموت إليكم يكتب بسواعدكم وقواعدكم شهادة ميلاد جديدة لا يمزقها الاختطاف ولا يذيبها "الآسيد " ولا تبكمها دلاء المياه القذرة ؛ سيُرتق بخيوط دمه ثغرات صفوفكم ؛ ويسكن بدفقات روحه نوبات الضعف بينكم ؛ وسيخلد بحجم الغضب في وفائكم؛ ويترسخ فوق الزمن في هزات رفضكم ؛ هو هنا وهناك فوق أحلامكم لايزال يرتع متعباً فوق انكساراتكم وطوائفكم وفردانياتكم ؛ لاتزال نظراته تحرسكم ؛ تهدهدكم ؛ تُقوضكم ؛تمددكم ..تشد أنظاركم ؛تستنشق البقاء في إخلاصكم وتحضن الأحباب في صدق إصراركم ؛ بكم تحدى الفناء والظالمين ..هم قتلوه ...وأسلافكم أحيوه ..وأنتم ما خطبكم ...؟ .... هو اصطبر يوم لخصتموه في أغنية ومطلب حزين وسواعد مغلولة ؛ وبلع انكساره يوم أخذتكم الأهواء والحسابات والمطامع ؛ بقي في مقراتكم وأوراقكم وبلاغاتكم وذكرياتكم ونزواتكم ؛ هو ارتضى من أجلكم أن يركن بين أيديكم ملفاً متقادماً وجرحاً متكلساً .. ولحظة شموخ فوق أثواب الانكسار ... وأن يترجل من صدوركم إلى صدور أرشيفكم؛ لم يعاتبكم حين رحلتموه من دفتر تحملات التوافق ؛ لم يعتب على قناعاتكم حين خدرت جرحه وقايضت دمه بالجرعة والعثرة؛ واستدرجت ناره إلى مكيفات التغاضي .. والواجب والمصالح والمطامح و...لا أظنه حزن على دمه يوم سكتم عن استجواب خيوط اغتياله ...قدر حزنه اليوم عليكم وعلى مشروعكم وغسيلكم فوق أسطح الساحات العمومية وحوليات صراعكم في عكاظ المشهد السياسي ...ولا أخاله ارتشف أمرّ من علقم تخاذلكم وليونتكم ومنسوب الرطوبة في حزمكم وعمق الترهل في مبادئكم ...أكاد ألمحه بطيء الخطى حزين النغم ؛ ممتقع السحنة يجادلكم من أجلكم ؛ منكسر القامة .. غائب النظرة يستأخر ساعة حيث لا يستقدمون ولا يستأخرون ؛ يسائلكم بحق ما كان يبثه في الفعل والفكر ؛ يستحلفكم بحق الفكرة والممكن والمبدأ ؛ بحق سنوات من البناء ؛ وعقود من الاحتراق ؛ وتاريخ من الكرامة ؛ أن لا تطفئوه ؛ وأن لا تسارعوا الخطى في افتراض دورات سياسية تبرر أخطاءكم وتقذفه خارج العصر السياسي ؛ وأن لا تتجمهروا حول رماده .. وأن لا تتمادوا في هدم منزله وقصم هامات وروده ؛ هو يناشدكم أن ترحموا عرضه وعمره القصير الطويل وأن لا تفوتوه لصمت الماضي وتبيعوا أشياءه وصوره وأوراق قصائده ووروده المجففة فوق مزاد اقتتالكم ؛ وبلاغة القسوة في علاقاتكم وخلافاتكم واختلافكم ...وأن تنفضوا المصالح عن مفاصل المشروع والفكرة والارادة ... هو سيصفح أن دمه لايزال يرتع في عروق المجهول والحكاية وأسرار الدول ؛ وأن ذويه يبكونه في الفضاء وأن أرض الوطن على شساعتها لم تسع رفاته ؛ ومسلسل المصالحات لم يصالحه ؛ وضمادات الاعتراف لم تطبب الجرح والخنق والحامض والتعذيب والاختطاف ؛ هو سيسمح بيد المشروع وبنفس الحريات والمكتسبات ؛ وحق الشعوب في استثمار ذاكرة الصراع ؛ إلا أنه لن يرضى ..ولن يقبل ..ولن يصفح بعد كل هذا أن يقتلوه ... وتصادرون أنتم حقه وواجبه في البقاء ... المهدي هم قتلوه ... أنتم رجاءً لا تطفئوه ..