لعل أبرز ما ميز أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2014 ببلدية مديونة المنعقدة يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2014 ، هو الإنزال الأمني المكثف بمحيط البلدية وعند مدخلها الرئيسي ، وذلك منذ الساعات الأولى التي سبقت الموعد المحدد في الاستدعاء لبداية أشغال الدورة، والذي توصل به الأعضاء ، وذلك تحسبا لحضور مستشار بالبلدية متهم في قضية اختلاس كميات هامة من الفيول بإحدى شركات توزيع الوقود بإقليم برشيد ، علما بأن هذا المستشار كان يشغل منصب رئيس سابق للبلدية وقد صدرت في حقه مذكرة توقيف بأمر من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية برشيد . جلسة أشغال الدورة العادية تميزت كذلك بحضور حشد كبير من مواطني البلدية لابغرض متابعة جدول أعمال الدورة ، لكن لمعرفة ما قد يحمله من جديد القرار العاملي الصادر في 18 أكتوبر 2014 والمتعلق بملف إعادة إيواء قاطني أحياء دور الصفيح « مشروع القصبة» . الجلسة مارس خلالها الرئيس سلطته الجماعية بطرد أحد المواطنين من الجلسة بعد أن طلب من الباشا القيام بذلك . لأن القانون المنظم للجماعات يمنح الرئيس سلطة طرد كل من يحاول، في نظره ، عرقلة السير العادي لأشغال الجلسة وقد يطال هذا الطرد حتى الأعضاء أنفسهم . عملية الطرد كانت رسالة مشفرة موجهة لعموم الحضور من المواطنين ، وهو ما سبق للرئيس أن أكد عليه قبل اتخاذه قرار الطرد ، حين قال : «اتركونا نشتغل في هدوء وإلا أمرت بالإعلان عن سرية أشغال الجلسة» . أبرز ما ميز أشغال الدورة هو صعوبة متابعة جلستها لغياب ميكروفون مكبر الصوت، والذي لم تستطع البلدية توفيره والمجلس لم يبق في عمره إلا أيام معدودة. السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف تشتغل كتابة المجلس عند القيام بصياغة وإعداد محاضر الدورات وآلة التسجيل الصوتية غائبة ؟ لم يتمكن الأعضاء من التداول في آخر ميزانية لعمر المجلس برسم السنة المالية 2015 وتم تأجيل النقاش في تفاصيلها بمبرر عدم التوصل باللوائح من طرف وزارة المالية واكتفى الأعضاء بإعطاء موافقتهم بعد فتح نقاش على إحداث مكتب فرعي لتصحيح الإمضاءات والحالة المدنية الكائن مقره بالملحقة الإدارية الثانية جنان مديونة والتابع للبلدية ، وبالموافقة المبدئية على تفويت تدبير القاعة المغطاة لفائدة وزارة الشباب والرياضة وكذا المركب الثقافي لفائدة وزارة الثقافة وذلك بعد التسليم النهائي لهما من طرف الجهات المسؤولة ، وبالموافقة على إحداث مجموعة للجماعات لتدبير النفايات المنزلية مع انتخاب عضوين ممثلين للمجلس بهذه المجموعة الجماعية . وانتخب الأعضاء ممثلا عن المجلس البلدي ضمن لجنة التدبير المفوض للنقل الحضري بجهة الدارالبيضاء الكبرى ، وكلها نقط تضمنها جدول أعمال الدورة . ومن مميزات الجلسة أيضا التسيير المشترك لأشغالها بين رئيس المجلس والباشا الذي كان يتدخل باستمرار لا بإعطاء تفسير أو توضيح، ولكن بالتوجيه عن طريق اللجوء إلى الإيحاء!