استثماراتها في الطاقات المتجددة بالمغرب تناهز 32 مليار درهم شرعت المحطة الريحية خلادي، بضاحية طنجة في تزويد شركتي إسمنت وشركة كيماوية بالكهرباء بشكل مباشر استنادا إلى القانون الجديد الذي يفتح المجال أمام الاستثمار الخاص في الطاقات المتجددة وتسويقها عبر الشبكة الوطنية. وتعد محطة خلادي الريحية، التي تناهز قدرتها 120 ميغاواط، وكلف إنجازها 1.8 مليار درهم، أول محطة ريحية لمجموعة أكوا باور السعودية في العالم. وقال محمد أبونيان، رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية خلال حفل تدشين محطة خلادي، «جميع الأشغال والصفقات المتعلقة بإنشاء هذه المحطة أنجزتها مقاولات مغربية»، مشيرا إلى أن نسبة الاستعمال المكونات المصنعة محليا في المشروع ناهزت 30 في المائة. وتتكون المحطة من 40 طاحونة ريحية نصبت على مرتفعات جبل صندوق، على علو يتراوح بين 600 و800 متر. وقال أبو نيان «تمكننا بفضل خبرتنا وخبرة ومهارة شركات الأشغال المغربية الشريكة من إتمام المشروع في الآجال، رغم صعوبة التضاريس وتقلبات الأحوال الجوية، والسيول والأمطار التي عرفتها المنطقة». ونصبت الطواحين على أبراج يصل علوها 80 مترا، أقيمت كل واحدة منها على قاعدة تصل مساحتها 700 متر مربع، وتطلب بناء أساسها 420 متر مكعب من الخرسانة و42 طن من الحديد الصلب. كما تم إنشاء طريق جبلية بطول 24 كيلومتر لإيصال المواد والآليات في مواقع إقامة الطواحين في أعالي القمم. وترتبط المحطات فيما بينها عبر شبكة أسلاك تحت أرضية، ومن خلالها عبر مركز كهربائي مركزي لاستقبال الإنتاج قبل ضخه في الشبكة الوطنية. وتقوم محطة أكوا باور خلادي ببيع إنتاجها من الكهرباء مباشر للمستهلك النهائي في إطار عقود تموين، ذبقا للقانون الجديد. وفي هذا الإطار أوضح أبو نيان أن الشركة أبرمت عقود تموين طويلة الأجل مع شركتي الإسنمت «لافارج هولسيم» و«أسمنت»، كما أبرمت عقد تزويد قصير الأجل مع شركة «سنيب» للكيماويات التابعة لمجموعة ميلود الشعبي. وقال أبو نيان إن مشروع خلادي يندرج ضمن الإتزام القوي لشركة أكوا باور في المغرب في إطار تطوير الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن الشركة تولت إنشاء 7 مشاريع ضخمة ستناهز قدرتها الإجمالية عند اكتمالها مع نهايرة العام الحالي 800 ميغاوات. وقال إن «محفظة استثماراتنا في المغرب أصبحت تناهز 32 مليار درهم. وتتضمن إنجاز المحطات الثلاثة للطاقة الشمسية المركزة بمركب نور ورزازات، والتي سلمنا أولها بداية 2016 وتوجد الأخريات في المراحل النهائية من الإنجاز. بالإضافة إلى المجموعة الأولى من محطات نور الكهرضوئية، والتي تضم محطة في ورزازات وأخرى في العيون وثالثة في بوجدور. بالإضافة طبعا إلى محطة الرياح خلادي التي دشننا استغلالها اليوم». وبخصوص التركيبة المالية لمحطة خلادي، أوضح أبو نيان أن تمويل إنجازها تم بالاعتماد على التمويل الذاتي لشركة «خلادي أكوا باوور»، التي تملكها مجموعة أكواباور السعودية بحصة 75 في المائة، وصندوق أركان للاستثمار التابع لمجموعة عثمان بنجلون بحصة 25 في المائة. وأضاف أن التمويل استكمل عبر قروض بنكية طويلة الأجل من البنك المغربي للتجارة الخارجية، ومن الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بدعم من الصندوق العالمي للتكنولوجيا النظيفة. وقال «المشروع من إنجاز القطاع الخاص 100 بالمائة، ولم يتلقى أي دعم عمومي. وتولينا إنجاز المشروع على إثر منافسة دولية قدمنا خلالها أفضل العروض من حيث الكلفة والتكنولوجيا وأسعار بيع جد تنافسية. كما أن بيع المنتوج يخضع للمنافسة في إطار سوق حرة». وأضاف «محطة خلادي تتوفر على قدرة إنتاجية تعادل استهلاك مدينة من 400 ألف نسمة. وهذا المنتوج موجه طبقا للقانون للتسويق للشركات الصناعية، مع إمكانية بيع الفائض للمكتب الوطني للكهرباء بأسعار جد تفضيلية، على أن لا يتجاوز هذا الفائض 20 في المائة من إجمالي الإنتاج». وأضاف أبو نيان أن مشروع خلادي تمكن من إحراز العديد من الشهادات العالمية المرموقة في مجالات الطاقات النظيفة والمسؤولية البيئية والإجتماعية، منها على الخصوص شهادة المطابقة لمعايير «آلية التنمية النظيفة» المنبثقة عن بروتوكول كيوتو، والتي تؤهل المشروع لولوج سوق التمويلات بقروض الكاربون، إضافة إلى شهادة «المعيار الذهبي» التي تعد من أكر المواصفات صرامة في مجال احترام البيئة. كما حصل المشروع على شهادة «تنظيم النساء من أجل التغيير في الفلاحة والطبيعة» (Wocan)، والتي تدعم المشاريع التي تعود بمنافع اجتماعية واقتصادية مهمة لفائدة النساء، وذلك نظرا لأهمية الدور الذي تقوم به الشركة في مجال التنمية البشرية بشكل عام في المجال المحيط بالمشروع، خاصة عبر دعم التعاونيات النسائية وجمعيات المزارعين وبرامج التنمية القروية بشراكة مع السلطات.