احتضنت مدريد، يومي الاثنين والثلاثاء، ملتقى رفيع المستوى خصص لبحث التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، بمشاركة العديد من المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين والخبراء من كلا البلدين. وتركز النقاش، خلال هذا الملتقى، حول مجموعة من المحاور الرئيسية وهي « التعاون في مجال مكافحة الهجرة السرية والجريمة المنظمة « و « تقييم مشروع مكافحة تزوير الوثائق والمستندات « و « الآفاق المستقبلية للتعاون الأمني الإسباني المغربي « بالإضافة إلى « الخطوط العامة للتعاون الإسباني المغربي « . وقال ريكاردو دياز هوشليتنر سفير المملكة الإسبانية بالرباط إن هذا الملتقى « يعد أحسن نموذج للتعاون الممتاز الذي يربط بين إسبانيا والمغرب « والذي هو نتيجة لعمل ومجهودات رجال ونساء يشتغلون يوميا من أجل جعل هذه العلاقة نموذجا يحتذى . وأوضح السفير الإسباني أن هذا التعاون « النموذجي « هو نتاج لجهود البلدين الجارين والصديقين اللذين يحترمان بعضهما البعض واللذين يتوفران على ثقة متبادلة ويعملان كل يوم على دعم وتعزيز علاقاتهما و لديهما قناعة راسخة بأن الطريقة الوحيدة لمواجهة التحديات الحالية التي يشهدها العالم هي العمل يدا في يد وجنبا إلى جنب . ودعا الدبلوماسي الإسباني إلى مواصلة العمل من أجل تقوية وتعزيز التعاون الثنائي لتحقيق التكامل المنشود. وسلط سفير إسبانيا بالمغرب الضوء على التجربة التي راكمها المغرب في مجال تدبير قضية الهجرة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس « رائد الاتحاد الإفريقي في قضية الهجرة « مشيرا في هذا السياق إلى عقد الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية في مراكش خلال شهر دجنبر القادم . ومن جهته أكد خوسي لويس باردو السفير الإسباني المكلف بالهجرة أن المغرب « شريك أساسي واستراتيجي « لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي ليس فقط في القضايا الأمنية ولكن في جميع المجالات . وشدد خوسي لويس باردو على أن المغرب وإسبانيا يتقاسمان نفس المقاربة بشأن قضية الهجرة معتبرين أنها « ظاهرة إيجابية « يجب تدبيرها بتنسيق وتشاور. وبدورها أكدت إيلينا غارزون أوتاميندي المديرة العامة المكلفة بالعلاقات الدولية وقضايا الأجانب بوزارة الداخلية الإسبانية أن البلدين لديهما مصالح وتحديات مشتركة بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة بالإضافة إلى تهريب المخدرات والاتجار بالبشر. وقد شاركت في هذا الملتقى سفارة المغرب بإسبانيا.