يبدو أن الدوري الاحترافي فقد شحنته الحرارية، وغاب عنه الحماس المعهود مع الانطلاقة، وهذا راجع إلى توقف قطار البطولة لثلاثة أسابيع، وإلى تزامن استئناف الدوري مع منافسات كأس العرش، كما أن قرار تأجيل كأس افريقيا، ساهم بشكل أو بآخر في إضفاء لهيب التشويق، وإخماد نار المتابعة. فهل يقوى اللاعبون على رفع درجة الحماس بالملاعب!؟ رحلة الرجاء البيضاوي إلى تخوم الجنوب ستكون محفوفة بالمخاطر، على اعتبار أن المدرب عبد الهادي السكتيوي عمل على تصحيح مسار غزالة سوس بعد انطلاقة متعثرة، وهو الآن أمام اختبار حقيقي لمواجهته لفريق الرجاء البيضاوي متصدر الترتيب، وسيحاول أن يواصل الزحف الإيجابي، لكن المدرب روماو، الذي عاد للبيت الأخضر، بدعوة من صديقه البوصيري، يتطلع إلى تعزيز الرصيد، والحفاظ على مركزه في الصدارة، ولعل رغبة الطرفين في صنع رهان الفوز، سيجعل المباراة مفتوحة وتغري بالمتابعة. المفارقة الغريبة التي ترخي بسدولها على الملعب البلدي بالقنيطرة هي تحول المدرب هشام الادريسي من مشرف على تدريب شباب خنيفرة، إلى منافس له، ولعل هذا المعطى كاف لجعل هذه المحطة حارقة، حيث يرغب مدرب الكاك في تفادي الهزيمة الثانية على التوالي، كما يتطلع تأكيد الكفاءة على حساب فريق الأمس، لكن المدرب حسن الركراكي الذي انهزم أمام الكاك على أرضية نفس الملعب قبل دورتين، عندما كان مدرباً لشباب الحسيمة، سيحاول تفادي هزيمة ثانية على التوالي، بعد التحاقه بشباب خنيفرة. هي مباراة تبدو متكافئة، لكن بحساسية مفرطة. وخلال مباراة ساخنة، وبتوابل إنسانية، يتطلع فريق الوداد البيضاوي بمدربه توشاك إلى العزف على وتيرتين، وهو ينازل شباب الحسيمة، الأولى كسب نقط الفوز ومساعدة لاعب الفريق السابق أيت العريف على تجاوز محنته. المدرب مصطفى مديح الذي اكتفى بالتعادل في أول ظهور له على دكة احتياط شباب الحسيمة الذي أقصي مساء الأربعاء الماضي من ربع نهاية كأس العرش، يتطلع إلى تفادي الهزيمة، رغم أنه يعي جيداً صعوبة المهمة أمام منافس مؤازر بأعداد غفيرة من الجماهير. الكوكب المراكشي الذي ودع منافسات كأس العرش رغم فوزه الأربعاء الماضي، سيلاقي الفتح الرباطي العائد من آسفي بتأشيرة المرور إلى دور نصف النهائي، وهو التأهل الذي يرفع من معنويات العناصر الفتحية لتعزيز الرصيد، وتسلق المراتب، حيث يتواجد بوسط الترتيب، لكن هشام الدميعي الذي يعاب عنه أنه يعتمد أسلوباً دفاعياً، ولا يقدم الأطباق الفرجوية، سيكون مجبراً على استثمار امتياز الاستقبال، إن أراد الحفاظ على مركزه في الصدارة. فهل استعد المراكشيون نفسياً لهذا النزال الملغوم؟ المدرب المصري حسن شحاتة الذي وجد الوصفة التكتيكية لمقارعة أقوى الأندية بالدوري الاحترافي سيكون في انتظار اتحاد الخميسات، وكله أمل في مواصلة الحصاد الإيجابي. فبعد تأهله لنصف نهاية كأس العرش، حول وجهته صوب الالتحاق بمركز الصدارة الذي تفصله عنه نقطتان فقط، إلا أن فوزي جمال مدرب اتحاد الخميسات، سيلعب بكل الأوراق لتفادي الهزيمة الثالثة التي قد ترمي به داخل قوقعة الحسابات مبكراً. وعلى حسرة الإقصاء من منافسات الكأس، يلتقي فريقا أولمبيك آسفي والجيش الملكي خلال مباراة يتطلع فيها كل طرف للتكفير عن هزيمة الجولة الماضية، والإقصاء من دور الربع. وعليه، فمحطة آسفي ستكون حارقة، ولن يتوقع منها إفراز منتوج كروي راق، اعتبارا للضغط النفسي الذي يعيشه اللاعبون، خصوصاً عناصر أولمبيك آسفي القابعة في المرتبة الأخيرة برصيد نقطة واحدة. وعلى نشوة التأهل لنصف نهاية كأس العرش، يتقابل المغرب الفاسي ونهضة بركان، ولعل المعنويات المرتفعة للفريقين معاً قد تجعل المباراة ساخنة وحماسية، فالماص برصيد نقطتين فقط، وموقع في الصف ما قبل الأخير يتطلع إلى تصحيح المسار عبر بوابة نهضة بركان، لكن المدرب عبد الرحيم طاليب يعرف كل التفاصيل التقنية عن فريق دربه بالأمس، ويواجهه اليوم.