ألقى الكاتب العام لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، عبد الكريم الزرقطوني، الكلمة التأطيرية العامة للقاء باسم المؤسسة، التي اعتبرت أن معركة المرأة المغربية هي معركة المستقبل. حيث أكد قائلا: «يطيب لي أن أقف أمامكم في هذا المقام العطر، لإلقاء كلمتي المتواضعة هاته، نيابة عن إخوانكم داخل المكتب التنفيذي لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، بمناسبة إحيائنا لذكرى اليوم الوطني للمرأة، الذي يصادف تاريخ َ10 أكتوبر من كل سنة، في استلهام متجدد لعبقرية الإصلاحات التي أقرها العاهل المغربي الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على قوانين الأحوال الشخصية، بصدور مدونة الأسرة التي أحدثت ثورة هادئة على مجمل الأنظمة القانونية المؤطرة لواقع الفرد، رجلا وامرأة ويافعا، داخل أسرته وداخل وسطه الحميمي. لقد أعادت هذه المدونة إنصاف نصف المجتمع، بالتأكيد على جملة من القواعد والقوانين التي تحمي وضعية المرأة وتعزز مكانتها داخل المجتمع وداخل الدولة، نظرا لتركيزها على قيم الحق والعدل والمساواة التي شكلت خلفيتها الفكرية والحقوقية، كما أنها أعادت تجديد الصلة بنبل الرسالة الخالدة التي حملتها المرأة المغربية على امتداد تاريخها الطويل، من زينب النفزاوية زوجة الأمير يوسف بن تاشفين إلى السيدة الحرة زوجة السلطان أحمد الوطاسي وحاكمة تطوان خلال القرن الخامس عشر، ومرورا بالشهيدة ثريا الشاوي والمناضلة مليكة الفاسي، وانتهاء بسلسلة حلقات النساء الرائدات اللائي طبعن وجه البهاء في تاريخ المغرب المديد. لكل ذلك، أدركت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أن الأمر يستحق احتفاء خاصا واهتماما استثنائيا، فكان القرار بتنظيم مهرجان سنوي لتكريم المرأة المغربية المقاومة يوم 10 أكتوبر من كل عام، وهو المهرجان الذي دأبنا على تنظيم دوراته السابقة تحت الرعاية السامية للأميرة الجليلة للا مريم، التي نستغل هذه المناسبة لتوجيه لها أصدق عبارات الشكر والامتنان على تفضلها برعاية دوراتنا السابقة. وبما أننا ننظم دورة هذه السنة ضمن فعاليات تظاهرة « 2014 : سنة محمد الخامس « تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، فإننا نتقدم لجلالته بخالص تشكراتنا على تفضله بتشريف هذه التظاهرة بكريم رعايته. كما يسرنا أن نشد بحرارة على أيدي الإخوة داخل مجلس مدينة الرباط وداخل مجلس العمالة وداخل مجلس الجهة على تعاونهم النبيل معنا لإنجاح اللقاء. يتزامن، إذن، تخليدنا لذكرى اليوم الوطني للمرأة، مع تنظيم مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث لتظاهرة « 2014 : سنة محمد الخامس «، وهي التظاهرة التي تغطي كل أشهر السنة على امتداد خريطة الوطن. ولم يكن بمقدورنا أن نغفل حدث 10 أكتوبر من دون ربطه بجهود الملك البطل محمد الخامس في النهوض بأوضاع النساء المغربيات ومنحهن كل ما يستحقنه من حقوق ومكتسبات تحفظ لهن كرامتهن وترسخ مكانتهن داخل المجتمع. لذلك، وإذا كنا قد خصصنا المحطات السابقة من تظاهرة « 2014 : سنة محمد الخامس « لقضايا متعددة في السيرة التحررية والإنسانية للملك محمد الخامس، فإننا سنحاول في هذه المحطة مقاربة قضايا نساء المغرب من زاوية مسار الملك محمد الخامس، تحت شعار « محمد الخامس ودوره في معركة تحرير المرأة المغربية «، بالنظر لما كانت له، طيب الله ثراه، من إسهامات جمة يحفظها له التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز. وما تنظيمنا لهذه التظاهرة إلا محاولة لتسليط الضوء على النقاط المشعة في هذه الجهود الحميدة، من خلال مجموعة من المداخلات والإسهامات التي سيتقدم بها أساتذة أجلاء، لا نملك إلا أن نشد بحرارة على أيديهم، مقدمين لهم خالص عبارات الشكر والتقدير والامتنان. إن قضية المرأة هي قضية المجتمع بامتياز .. قضية الدولة، وقبل هذا وذاك مسؤولية الفرد أولا وأخيرا. لذلك، فإن إصلاح مدونة الأسرة وتنزيل مقتضياتها يشكل، في الحقيقة ، انعكاسا لرغبة المجتمع والدولة لرفع كل أشكال الظلم والحيف التي لحقت بالمرأة المغربية على امتداد فترات زمنية طويلة. فشكرا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على التفاتته الأبوية العميقة التي سيحفظها له تاريخنا المعاصر بالكثير من عبارات التبجيل والتقدير».