أُقصي المنتخب الوطني المغربي من الدور الأول من منافسات كأس العالم، بعد هزيمته أمام البرتغال، بهدف واحد، زوال أمس الأربعاء، في ثاني مباريات المجموعة الثانية. وكانت أربع دقائق كافية لرونالدو كي يهز شباك الحارس المغربي منير المحمدي، الذي لم يختبر كثيرا طيلة المباراة، في ظل سيطرة مغربية كبيرة على مجريات اللعب. فبعد بداية مثالية للعناصر المغربية، التي كانت سباقة لتهديد مرمى الحارس «روي باتريسيو»، بواسطة خالد بوطيب، الذي كاد أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الثانية بضربة رأسية، عقب تبادل كروي جيد في الجهة اليسرى، انقلبت الأمور رأسا على عقب في الدقيقة الرابعة، إثر ضغط برتغالي، أثمر ركنيتين، نجح رونالدو خلال الركنية الثانية في هز شباك منير المحمدي، مستغلا سهوا دفاعيا قاتلا. وحاولت العناصر الوطنية، بعد هذا الهدف، استجماع قوتها، فبادرت إلى شن عدة محاولات، بواسطة بوصوفة (د10) وبنعطية (د11) وزياش الذي سدد من دون فعالية في الدقيقة 18. وطالب المدرب الوطني هيرفي رونار بالاحتكام إلى تقنية الفيديو في الدقيقة 26، بعد إسقاط بوطيب داخل معترك العمليات، بيد أن الحكم الأمريكي مارك غيغر أمر بمواصلة اللعب، بعدما نبه رونار شفهيا. واعتمد الناخب الوطني في هذا اللقاء على خالد بوطيب، الذي كان متحركا، بعدما فضل تركه في كرسي الاحتياط خلال مباراة إيران، ومنح مكانه لأيوب الكعبي، قبل أن يتبادلا الأماكن في الجولة الثانية. وعاد إلى المجموعة الوطنية الظهير الأيمن نبيل درار، الذي استعاد عافيته، بعدما غيبته الإصابة عن مواجهة إيران، وكذا المباريات الثلاث الإعدادية الماضية، وكان جيد الأداء، حيث مد الخط الأمامي بعدة كرات، وشكل ثنائيا فعالا رفقة نور الدين امرابط، رجل المباراة بدون منازع، بعدما حامت شكوك كبيرة حول إمكانية خوضه هذه المباراة، بفعل الإصابة التي تعرض لها في اللقاء الأول. وكما لقاء إيران، افتقدت العناصر الوطنية للفعالية، حيث عجز اللاعبون عن ترجمة سيطرتهم المطلقة إلى أهداف، حيث نزعوا كثيرا نحو اللعب الاستعراضي، وكان لعبهم ساذجا للغاية. ولو ضبط اللاعبون إيقاعهم، ولو توفرت اللمسة الأخيرة، لكانت النتيجة عكس ما رسمها ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو. ومما لاشك فيه أن التأهل ضاع في المباراة الأولى، بعد الهزيمة غير المنتظرة أمام إيران، غير أن الأماني كانت معلقة على مفاجأة بطل أوروبا، الذي بدا طيلة دقائق المباراة ظلا لذلك المنتخب، الذي تفوق على عمالقة الكرة الأوروبية في دورة فرنسا 2016. ومن الملاحظ أن الارتباك كان باديا على المدرب هيرفي رونار، الذي لم يغامر بمهاجم ثان إلى جانب بوطيب، حيث فضل إخراجه وإدخال الكعبي، الذي لم يشكل أي خطورة على المرمى، كما أنه اعتمد نفس العناصر في خط الوسط، رغم افتقادها للنجاعة المطلوبة في مباراة إيران، خاصة ببلهندة، الذي مال كثيرا نحو اللعب الاستعراضي، مما فوت على زملائه كثيرا من الكرات، بسبب كثرة التمريرات الخاطئة. وأظهرت المجموعة الوطنية رغبة كبيرة في بلوغ المرمى البرتغالي خلال الجولة الثانية، وكانت قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك في الدقائق (55 و 57 و60 و67 و70 و78)، حاصر اللاعبون المغاربة خصومهم عند معترك عملياتهم، ومارسوا عليهم ضغطا كبيرا. وطالب اللاعبون المغاربة بضربة جزاء ثانية بعدما لمس المدافع «بيبي» الكرة بيده داخل المعترك، بعدما أساء التعامل مع كرة مقوسة من زاوية نفذها زياش (د80)، إلا أن الحكم الأمريكي لم يحرك ساكنا. وحبس المغاربة أنفاسهم، بعد خطأ ارتكبه بنعطية على رونالدو عند حافة المعترك في الدقيقة 84، لكن تسديدته اصطدمت بالجدار المغربي. ووالى اللاعبون المغاربة ضغطهم على مرمى «روي باتريسيو» في الدقائق الخمس الأخيرة، وكادوا يحققون الهدف بواسطة كل من زياش، الذي اخترق الدفاع البرتغالي وسدد كرة قوية، كانت في طريقها إلى الشباك، قبل أن تنحرف عن مسارها بتدخل أحد المدافعين، وكذا بواسطة بنعطية في الدقيقة 93، بعدما أرسل كرته خارج الإطار. لينتهي اللقاء بهزيمة غير مستحقة للمنتخب الوطني، فتحت أمامه طريق العودة إلى المغرب.