عرفت بعض أزقة منطقة عين الشق بمدينة الدارالبيضاء ، قبيل فجر يوم الأربعاء الماضي، فوضى عارمة تسبب فيها عدد من الشبان المحسوبين على جمهور الرجاء – حسب مصادر عليمة – الذين كانوا يبحثون عن شخص ، قيل بأنه محسوب على مشجعي الفريق الغريم الوداد ، على خلفية اتهامه بكونه أقدم على نزع إحدى اللافتات المؤيدة للفريق الأخضر ، حيث كانوا متوجهين نحو مكان إقامته، وفي الوقت الذي لم يجدوه قاموا بتخريب وتكسير زجاج السيارات المركونة بالشارع الذي مروا به، حاملين السلاح الأبيض المتمثل في سكاكين وهراوات وحجارة. وبالنظر لكون عددهم يفوق الثلاثين شخصا ، تضيف المصادر ذاتها ، فقد خلفت «سلوكاتهم الفوضوية» حالة من الذعر وسط سكان المنطقة، خصوصا وأنهم كانوا في حالة هيجان وهيستيريا، والتي تزامنت مع وقت السحور – ما بين 3 و5 صباحا . وضع جعل أحد المواطنين المتضررين يتصل بقاعة المواصلات التابعة للمنطقة الأمنية عين الشق، حيث حضرت، بعد دقائق معدودة ، عناصر من الشرطة القضائية، على متن ثلاث سيارات للأمن، وقاموا بعملية تمشيط واسعة أسفرت عن اعتقال عدد من المتورطين في أحداث الفوضى والاعتداء على ممتلكات الغير، ناهز 19 من المشتبه فيهم . ووفق المصادر نفسها ، وإعمالا للمسطرة القانونية المتبعة في هكذا حالات ، فقد تم تقديم الموقوفين صباح الخميس الموالي أمام النيابة العامة، و تمت متابعة أربعة أشخاص ، باعتبارهم «الرؤوس المدبرة» ، في حالة اعتقال ، والبعض الآخر تم تمتيعهم بالسراح المؤقت في انتظار بداية المحاكمة ، في وقت تم إخلاء سبيل آخرين تبين للمحققين أن لا يد لهم في ما وقع من تصرفات يعاقب عليها القانون. هذا وقد شكلت الأحداث المشار إليها صدمة بالنسبة لسكان المنطقة المعنية، خاصة في ظل الأضرار المادية التي لحقت مجموعة من السيارات وغيرها من الممتلكات الخاصة والعامة ، حيث تساءل العديدون عن أسباب استفحال مثل هذه المسلكيات الهدامة التي تروع الآمنين المطمئنين داخل منازلهم ، سواء بمناسبة إجراء مباراة كروية أو بدونها ؟ مثمنين في الوقت نفسه نجاعة تدخل عناصر الشرطة القضائية، تحت الإشراف المباشر لرئيسها ، آملين أن تتضافر جهود الجميع – أسرة ، مدرسة ، جمعيات المجتمع المدني… – من أجل الحد من تفاقم «السلوكات الفوضوية «، بكل تجلياتها ، ذات التداعيات الخطيرة على المجتمع.