انتفض العديد من المواطنين من سكان العاصمة الاقتصادية، أول أمس الخميس، للاحتجاج على الاعتداءات التي تعرضوا لها، وللخسائر التي طالت ممتلكاتهم من طرف محسوبين على جماهير «الجيش الملكي»، الذين انتقلوا من العاصمة الإدارية الرباط، إلى الدارالبيضاء زوال إجراء مباراة الكلاسيكو بين الفريق المستضيف الرجاء البيضاوي وضيفه الجيش الملكي. «مشجعون» أعدوا العدة ل «غزوتهم» على الدارالبيضاء، من خلال إعلانات للحرب على مواقع التواصل الاجتماعي كالفايسبوك، وعبر تسجيلات للفيديو بثت على «اليوتوب»، مؤكدين بأن انتقالهم للعاصمة الاقتصادية لن يكون وقعه بردا وسلاما عليها، بغاية الفرجة الكروية للمتعة الرياضية، بل بهدف زرع الرعب والفتنة، وهو ماكان بالفعل وما تحقق ميدانيا على أرض الواقع، فالهجوم الذي لم يكن فجائيا ومباغتا، طال السيارات وواجهات المحلات التجارية والمواطنين، منذ أن وطأت أقدام «هوليغانز» الرباط محطة القطار، التي تزودوا منها بالحجارة المنتشرة على خط السكة، والتي أضافوها إلى ترسانة الأسلحة التي أعدوها لموقعة البيضاء. وبمجرد ما أن غادرت جحافلهم المحطة حتى عاثوا في المدينة تخريبا، زارعين الرعب في كل الطرقات التي مروا منها، من شارع عبد الله بن ياسين، مرورا بالديوري فشارع محمد الخامس، فساحة ماريشال وشارع آنفا ... إلى حين الوصول إلى المركب الرياضي محمد الخامس. فصول من الرعب عاشها الراجلون ومستعملو الطريق، وأصحاب المحلات التجارية، بمختلف أشكالها، الذين سارعوا إلى إغلاقها بعدما علموا بما وقع لزملائهم في شوارع أخرى، في حين أبى إلا أن يترك غزاة المدينة من البلطجية الفعليين بصماتهم على السيارات المركونة بالشارع العام وعلى كل ماطالته أيديهم، ملوحين بالأسلحة البيضاء والقنينات الزجاجية، والعصي والهراوات، في وجوه المواطنين، وموجهين الحجارة إلى الأهداف التي حددوها لهم! المصالح الأمنية التي كانت غائبة عن الغزوة التي أحدثها «مناصرو» الجيش، وهو الأمر الذي أثار الكثير من السخط والاستياء المرفوق بجملة من التساؤلات العريضة، تمكنت فيما بعد من اعتقال 193 شخصا، ممن ارتكبوا أعمال تخريب وشغب وألحقوا خسائر مادية بممتلكات الغير، 110 منهم بقطاع أمن آنفا، والباقون على مستوى المنطقة الأمنية لعين السبع الحي المحمدي، حيث جرى تحرير محاضر في حقهم من أجل تقديمهم أمام النيابة العامة، هذا في الوقت الذي تم فيه تفريق جماهير الرجاء قبل جماهير الجيش بحوالي ساعة من الزمن، كما تمت فيه مرافقة أنصار الفريق العسكري قصد مغادرة المدينة دون تسجيل مزيد من الخسائر. وفي السياق ذاته تداول رواد «الفايسبوك» تسجيلا بالفيديو يظهر وبوضوح شديد استعدادات المحسوبين على الفريق العسكري للقيام بأعمال التخريب، وهم في الطريق السيار من الرباط صوب الدارالبيضاء على متن مختلف وسائل النقل، مدججين بالماء القاطع، شفرات الحلاقة، السكاكين، العصي ...، وغيرها من الأسلحة التي تم التسلح بها لهذه المواجهة، وهم يرددون عبارات نابية وساقطة. وتساءل مرتادو هذا الموقع، عن السر في عدم إقدام السلطات الأمنية ممثلة في جهاز الدرك الملكي وباقي السلطات الأمنية المعنية على القيام بتدخلات استباقية للحيلولة دون وصول هذه الفئات إلى الدارالبيضاء، الأمر الذي كان سيمكن من تلافي أعمال التخريب التي وقعت، والتي طالت ممتلكات خاصة وأخرى عمومية كحافلات النقل العمومي وعربات الترامواي ... !؟ وفي الوقت الذي نفى المندوب الجهوي لوزارة الصحة حدوث أي إصابات خطيرة في صفوف المواطنين، أكدت مصادر غير رسمية تعرض بعض الأشخاص لإصابات متفاوتة الخطورة، حيث تم طعن شخص وابنته بالقرب من «شيميكولور»، واختطاف فتاة كانت رفقة والدها على متن سيارة، واقتيادها عنوة إلى مركب محمد الخامس حيث تم إطلاق سراحها، وتركها في الخلاء.