يخلد العالم يومه الاثنين 20 أكتوبر ، فعاليات اليوم العالمي لمكافحة هشاشة العظام، والذي يصادف كذلك محليّا نهاية فعاليات الحملة التحسيسية التي أطلقتها الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم بمناسبة هذا الحدث، تزامنا مع تخليدها أيضا لليوم العالمي لمكافحة أمراض الروماتيزم، وذلك منذ يوم الأحد 12 أكتوبر الجاري، من أجل التعريف بأهم الأمراض الروماتيزمية وبأهمية التشخيص المبكر لتفادي التشوهات والإعاقة التي قد تنتج بسبب التشخيص المتأخر، مع التطرق إلى التعقيدات الصحية الجانبية للتشخيص المتأخر لأمراض الروماتيزم، والمستجدات الرئيسية على مستوى تشخيص وعلاج هذه الأمراض. وأكدت الجمعية على أن أمراض الروماتيزم التي تصيب بشكل تدريجي العظام والمفاصل، تنتشر على نطاق واسع وتتسم بكلفتها العالية وتعقيداتها الخطيرة، ويؤدي التشخيص المتأخر إلى الإصابة بتشوهات وإعاقات، مشيرة إلى أنها تصيب ما بين 150 و 300 ألف مغربي، هذا في الوقت الذي تؤكد فعاليات من المجتمع المدني على ان العدد يفوق هذا الرقم والذي قد يتجاوز نصف المليون مغربي أغلبهم من النساء، وذلك في ظل غياب دراسة حديثة مضبوطة في هذا الصدد. ومن بين أبرز أمراض الروماتيزم التي يتجاوز عددها المئة مرض، هناك مرض الروماتويد المفصلي الذي لاتقتصر مضاعفاته على المصاب جسديا فقط، بل تمتد تأثيراتها إلى المحيط العائلي للمريض، إذ تؤثر عليه اجتماعيا وصحيا واقتصاديا، ف 43 % من المصابين يعانون من مشاكل زوجية تنجم عنها حالات طلاق بنسبة 10 بالمئة، والعنف. كما أن 40 % من مرضى الروماتيزم المفصلي يعجزون عن العمل، و90 % يعانون من صعوبات مهنية ومادية، 47 % يعانون من تدهور العلاقات العائلية، فضلا عن كون 19 % من الأبناء هم ضحايا الهدر المدرسي وخصوصا الفتيات اللواتي يرغمن على مغادرة مقاعد الدراسة للتكفل بالمريض ورعاية الأسرة. مرض عناوينه عديدة، من بينها آيادٍ مشوهة، أقدام معوجة، مفاصل طال أنسجتها التلف، لأجسام يتسلل إليها المرض في صمت، وينخر المجتمع برمته «في غفلة» عن القائمين على الشأن الصحي، بالنظر إلى تكلفته الباهظة التي لاتقف عند حدود التشخيص ومتابعة العلاج بالأدوية البيولوجية، التي هي ليست في متناول الجميع، ولكنها كلفة بتبعات اجتماعية، لأشخاص كانوا في يوم من الأيام ينعمون بصحة «طبيعية»، فإذا بهم بين عشية وضحاها، يجدون أنفسهم بدون عمل، غير قادرين على التمدرس، بأسر مفككة، والكثير من العناوين المأساوية لتداعيات هذا المرض، التي تدمي تفاصيلها ليس المقل لوحدها، وإنما القلوب والأفئدة، خاصة حين تكون الحسرة والألم وحدهما القاسم المشترك ما بين المريض/الضحية، وما بين المستمع الذي لايكون في مقدوره إتيان أمر للتخفيف من وقع ما يسمع على المشتكي. ضحايا الروماتويد أغلبهم من النساء، فهو يصيب 4 نساء مقابل رجل واحد، يعانون في صمت من تداعيات صحية لاتقف عند ما هو عضوي، إذ بسببه لايصبح بمقدورهن حتى القيام بأبسط الأعمال المنزلية، بل يتسبب في انتكاسات نفسية وأزمات اجتماعية واقتصادية ومشاهد مأساوية أخرى.