بشراكة مع جمعيّة مسار للتّربية والثقافة – فرع الفقيه بن صالح المغرب، نظمت جمعيّة المهرجان الدّولي للشّعر بتوزر، وجمعيّة مداد للقراءة والكتاب، وفرع اتحاد الكتاب التونسيين بتوزر، بروضة أبي القاسم الشابي لقاء الوفاء التّونسي المغربي، استحضارا لروح الفقيد محمد شكري ميعادي وذلك صباح السبت 05 ماي 2018. في بداية اللّقاء الذي أطّره الشّاعر والسّارد محمد بوحوش باحترافيّة، الذي رحب بالحضور وبالكاتب المغربي عبد الله المتّقي العاشق لتوزر وصاحب «لسان الأخرس»، الذي يحتوي مجاميعه القصصيّة القصيرة، والتي أبدع فيها وتناولتها العديد من الدّراسات النّقدية مغربا ومشرقا، كذلك هو شاعر وأصدر أخير ديوانا في الهايكو اختار له «على عجل» عنوانا، إضافة إلى مساهمته في تعزيز علائق التّعاون الثّقافي بين القطرين الشّقيقين المغرب وتونس، وهاهو يباغتنا بإصداره الأعمال الكاملة لصديقنا «محمد شكري ميعادي»، وفي أفق التّعاون إصدار كتابين، الأوّل «اونطولوجيا أدباء توزر» و»توزر في عيون الشّعراء» وشكرا لمؤسسة مقاربات، وللأيام القادمة. بعدها تناول الكلمة عادل بوعقة رئيس جمعيّة المهرجان الدّولي للشّعر بتوزر، وعضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب التّونسيين، الذي رحّب بدوره بهذا الوفاء الثّقافي التّونسي المغربي، وكذلك بكلّ الشّراكات التي تأتي من المغرب باعتبارنا جسدا واحدا، ولأن وجداننا واحد، وقلقنا واحد، كما أفراحنا واحدة. ليأتي دور المحتفى به الذي شكر الحضور شعراء وساردين وأصدقاء للقصيدة وللشّأن الثّقافي بتوزر، التي اعتبرها كعبة الشّعر والشّعراء، ثمّ جزيلا من الشّكر لكلّ المنظّمين والسّاهرين على هذه الصّبيحة الوفيّة للفقيد شكري ميعادي، والتي اثمرت الأعمال الكاملة الموسومة ب « أجمل القاتلات» والتي أعدها بمعيّة الشّاعر السّارد محمد بوحوش في أفق مشاريع لاحقة. ثم أخذ الأديب «أحمد المباركي» الذي شارك بورقة نقديّة حول الأعمال الشّعرية للفقيد محمد شكري ميعادي، لامس من خلالها حضور الرّموز والمحاكاة السّاخرة في قصائده «عثمان» و»سلمان» و»مكالمة من هاتف مراقب» و»ميكروفون»، وكل هذه الرّموز مرجعيّتها من التّراث العربي، كما أبرز استلهام هذه الرّموز من مدوّنتي «مظفر النوّاب» و»أحمد مطر»، وفي ضفّة الإيقاع أبرز أنّ الفقيد أغني نصّه إيقاعيّا تكثيفا للجناس والسّجع، ويضيف أن الميعادي قادر على اجتراح النّص العمودي، وفي نهاية المداخلة اعتبر أنّ الشّاعر صوت هادر وصّاف للجرح العربي النّازف من الماء إلى الماء. بعدها فتح باب القراءات الشّعرية والقصصيّة ، ليقرأ الأديب عبد الله المتّقي بعضا من قصائد الهايكو من ديوانه «على عجل» الصّادر عن مؤسسة مقاربات، ثم أمطرت الرّوضة قصائد للشّعراء والشّواعر من الجريد التّونسي: عادل بوعقة، أحمد المباركي، محسن داسي، زكية الطنباري، السيدة نصري، بسمة البوعبيدي، يوسف الحناشي، ثمّ شقيق الرّاحل محمد علي ميعادي الذي قرأ قصيدة «سيد العزلة « من الأعمال الكاملة. وقبل إسدال السّتار، تم إهداء الأعمال الشّعرية الكاملة لأسرة الفقيد من قبل المنظمين لهذا الوفاء التّونسي المغربي، وديوان محمد بوحوش «ليس سوى أغنية»، وهي من إصدارات مقاربات، ثم تكريم الضّيف الأديب عبد الله المتقي عبر تقليده ميدالية ومنحه درع جمعية المهرجان الدّولي للشّعر بتوزر، وشهادة تقدير أمضتها الجمعيّة المذكورة إضافة إلى جمعيّة مداد للقراءة والكتّاب، وفرع اتحاد الكتّاب التّونسيين بتوزر.