نشرت المؤسسة العالمية للموارد الطبيعية تقريراً حول مخاطر ندرة المياه في أربعة بلدان، هي الهند والعراق وإسبانيا والمغرب، معتبرة أن هذه البلدان هي الأكثر تعرضا لوضعية مائية صعبة، قد تصل إلى ما يسمى ب «اليوم الصفر»، في بعض مناطقها، بسبب عدة عوامل تهدد السكان والفلاحة، بشكل لم يسبق له مثيل، مما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة، كما حصل في مدينة كاب تاون، في جنوب إفريقيا. وتعيش هذه المدينة ندرة خطيرة في المياه، الأمر الذي جعل السلطات تفرض نظاماً قاسياً على السكان، يقضي بألا يستهلك كل فرد، أكثر من خمسين لترًا في اليوم من الماء، من أجل الحفاظ على قدرة تدبير هذا المورد الطبيعي، حيث كان من المنتظر أن يحل «يوم الصفر» في صنابير المياه، في منتصف أبريل الجاري، لكن تم تأجيله إلى يوم 11 يونيو القادم، مما يعني أن أربعة ملايين من مواطني هذه المدينة سيضطرون إلى استعمال 200 نقطة سقي، للحصول على 25 لتر من المياه يوميا لكل فرد. ومن المعلوم أن المؤسسة المذكورة تراقب وضعية 500 ألف سد عبر العالم، وتشتغل بنظام الإنذار المبكر، بتعاون مع هيئات وحكومات، ومن السدود التي نشرت تقريرا حولها، أربعة سدود في العالم تعاني من خصاص، أولها سد المسيرة فئ المغرب، الذي انخفض مخزونه ب 60 في المئة، بسبب الجفاف والسقي والتبذير والطلب المتزايد على الماء من طرف المدن المجاورة، وخاصة الدارالبيضاء، وأضاف التقرير أنه لأول مرة منذ عشر سنوات يصل هذا النقص إلى أدنى مداه، وهو المؤهل بالزيادة عندما يتم ربطه بمراكش... وسبق لهذه المؤسسة أن نشرت تقارير حول مشكل خطر ندرة المياه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومنها المغرب، معتبرة أن هذا البلد سيعاني من مشكلة حقيقية في موارده المائية، مما يستدعي وضع خطة وطنية لمواجهة الوضع، وهو الأمر الذي يظل، لحد الآن، محصورا بين النخبة التقنية، دون أن يتحول إلى وعي مجتمعي، بكل أبعاده البيئية وبإجراءات ملموسة لاقتصاد الماء، تسهر عليه السلطات المركزية والمحلية والجماعات المنتخبة، لتجنب الأزمة المنتظرة، والتي لا رادّ لها، بسبب التغيرات المناخية والطلب المتزايد على الماء من طرف الساكنة والصناعة والفلاحة.