تأخر الديبلوماسي المغربي نور الدين الفاطمي الثلاثاء الماضي عن الالتحاق بمقر التمثيلية الديبلوماسية المغربية في بريتوريا. ابن الرباط هذا، الذي يعيش بمفرده في شقته بحي «مونيمونت بارك» بعد أن التحق بمدينة الجريمة بريتوريا بامتياز قبل أقل من نصف سنة، كان دائما، كما عود زملاءه، حريصا على احترام توقيت بدء العمل بدقة. يتأخر نور الدين الفاطمي، هذا الموظف الذي خبرته الخارجية المغربية سواء في مصالحها المركزية لعقود أو تمثيلياتها الديبلوماسية منها التي قضى بها غير قليل من الزمن المهني خاصة بعاصمة الموضة ميلانو، ليتحرك إحساس غريب لدى زملائه بأن تأخر الفاطمي الرباطي ابن حي المحيط أمر غريب بحق. لقد كان الفقيد الفاطمي، الذي قاده قدره المهني ليختار قلبه - حين قضى سنوات في القنصلية العامة للمغرب بمدينة ميلانو- أن يقع في عشق قسم «أبوقراط» ليرتبط بسيدة إيطالية ستكون له زوجة سيستقر رفقتها بالعاصمة الايطالية روما، التي سبق واشتغل بها لسنتين، كان الفاطمي، الذي خبر العمل القنصلي أيضا في فرنسا واشتغل بمديرية البروتوكول. ينتاب زملاء الفقيد الفاطمي، الذي كان في منتصف عقده الخامس ويشرف على التقاعد، القلق بشأن تأخره في الوصول إلى مقر عمله صباح الثلاثاء الماضي، يحاولون الاتصال به غير أن هاتفه لا يجيب الأمر الذي جعلهم يتوجهون إلى مسكنه بحي «مونيمونت بارك». وهناك وجدوه جثة هامدة مضرجة في بركة من دماء ولا أثر لهاتفه النقال الذي اختفى. فما الذي حصل إذن؟ لقد أشارت شرطة بريتوريا إلى أنها فتحت تحقيقا لمعرفة أسباب ودوافع الجريمة بالرغم من عدم توضيحها لنوع سلاح الجريمة ولا عدد الطعنات التي أصيب بها الدبلوماسي المغربي، تحدثت وسائل إعلام محلية عن «نهاية مأساوية لجريمة سرقة» وأن شجارا حدث في غرفة النوم وتعرض الضحية لعشرين طعنة على الأقل». وعلمت «الاتحاد الاشتراكي أن بعثة من المصالح المركزية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في طريقها إلى العاصمة بريتوريا لمتابعة تطورات هذه الجريمة مع سلطات جنوب إفريقيا في حادثة تعتبر الأولى في تاريخ الخارجية المغربية تمس ديبلوماسيا في مقر سكناه، في حين كان ديبلوماسي مغربي آخر قد تعرض للقتل سنة 2008 أمام مخدع للهاتف بالعاصمة السينغالية دكار.