يواصل الباحث المغربي المقيم في بلجيكا التجاني بولعوالي مساره الفكري الذي أغنى به المشهد الفكري العربي والإسلامي منذ حوالي عقدين من الزمن بإصدار جديد يحمل عنوان « المسلمون و»فوبيا» العولمة»، ينضاف الى أعماله السابقة : «المسلمون في الغرب»، «الإسلام والأمازيغية»، «صورة الإسلام في المقاربة الأكاديمية الهولندية»، و»الإسلاموفوبيا» وغيرها. الكتاب الجديد الصادر السنة الجارية عن دار مقاربات للنشر والتوزيع، يحاول تفكيك العولمة من منطلقات متعددة وعلى أصعدة مختلفة، معتقدا أن ظاهرة العولمة تعتبر بلا شك من القضايا المعاصرة التي تتخذ طابعا إشكاليا جراء تداخل مختلف العوامل التربوية والسوسيو- ثقافية والسياسية والاقتصادية في بلورتها، وقد أفاض الباحثون شرقا وغربا في معالجة ملابساتها وتداعياتها على الفرد والمجتمع يتضمن الكتاب مجموعة من البحوث والدراسات التي اشتغل عليها الباحث التجاني بولعوالي طوال الأعوام الأخيرة، ويمكن تقسيمها الى صنفين، أولها شارك به في بعض المؤتمرات والندوات العلمية، فكان محط نقاش بناء بين العديد من الباحثين والخبراء والاعلاميين ساهم في شحذ أفكاره وتوسيع آفاق المقاربة التي يتبناها الباحث. والصنف الآخر نشره في شكل مقالات ودراسات مستقلة في مجموعة من المنابر الرقمية والورقية، وذلك إسهاما منه في إغناء المشهد الفكري الإسلامي بمواقفه تجاه مختلف القضايا التربوية والاخلاقية والثقافية والسياسية الهامة، وتفسيراته لجملة من النوازل والمستجدات ذات البعد المحلي أو الكوني. وهذا يعني أن الكتاب يعيد قراءة التراكم المعرفي، الذي سبق للباحث أن أنجزه بكيفيات متنوعة، بغرض تنسيق أفكاره وعناصره بشكل متناغم، ويقتضي ذلك تارة البحث المعمق (من جديد) في بعض المسائل المطروحة سواء معرفيا أو منهجيا، وتارة أخرى إعادة كتابة العديد من الفقرات والمباحث بصيغة تناسب الرؤية الشمولية التي يحملها هذا الجهد المعرفي.