أن تبحث عما قد يبرز فنا متفردا بلغ صيته بقاع العالم، أو تتحمل عناء ملامسة تفاصيل بها من ريح الوطن ما يذكي أشواق الغربة، فهو تحد لا يخلو من الصعاب، قبلت المغربية سلمى حمو ركوب غماره بلا هوادة، وأعلنت نفسها سفيرة فوق العادة للمطبخ المغربي في العاصمة الإندونيسية جاكارتا. شغفها بالنكهات، وإصرارها اللامتناه للغوص في ثنايا مطبخ له رواد من العالم أجمع، أسلحة سلمى الناعمة لجذب الإندونيسيين إلى أطباق حافلة بالألوان والفرح والحب. عن المطبخ تقول سلمى «إنه أكثر من هواية، هو جسر للتواصل بين المغرب وإندونيسيا، ووسلية لتعزيز الروابط بين شعبين تجمعهما قواسم مشتركة عديدة». لتحقيق هذه الغاية، أبرزت سلمى من قلب مطبخها بجاكارتا، أن تجربة (سلماز كيتشن) أو (مطبخ سلمى) مشروع يتوخى إبراز أصالة وفرادة المطبخ المغربي، من خلال قائمة طعام وتجربة لا تقف عند التذوق بقدر ما تتيح الفرصة لاكتشاف معالم عادات وتقاليد راسخة. بحب كبير تعمل سلمى خلال مشروعها على تنظيم موائد مغربية وطلبيات في مختلف مناطق العاصمة الإندونيسية، لفائدة مختلف الأنشطة والتظاهرات المنظمة بها سواء من قبل مغاربة أو إندونيسيين. «إلى جانب الإندونيسيين الذين يقبلون بنهم على الأطباق المغربية، لي زبناء من جنسيات متعددة بجاكارتا» تقول سلمى، فضلا عن مسؤولين دبلوماسيين ومهنيين في مجال الطبخ والفندقة، يلجأون كلما شدهم الحنين أو الفضول إلى المطبخ المغربي، أو خلال التطاهرات والاحتفالات المنظمة بجاكرتا. من هذه الزاوية أكدت سلمى ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مسار التميز والاحترافية لديها يترسخ بالعناية بأدق التفاصيل التقنية، وقائمة الطعام، بطريقة تحافظ على روح المطبخ المغربي وتستوعب تنوع مكوناته، وتستجيب في الآن ذاته لأذواق منها من يكشتف الأطباق المغربية للمرة الأولى. «بعد الخطوة الأولى، تتعزز الثقة، وتتشبث بطموحك أكثر» تؤكد سلمى التي تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية وجعلها منصة لاكتشاف المطبخ المغربي، مبدية استعدادها لنقل مهاراتها من خلال مركز للتكوين على سبيل المثال، إلى هواة هذا «الفن الزاخر بالتجارب والمعاني» حسب تعبيرها. وأشارت في هذا الصدد إلى تلقيها مقترحات كثيرة حول مشاريع للطبخ بجاكارتا، علاوة على قرب افتتاحها لمطعم مغربي مائة بالمائة، وهو مشروع «ينتظره النجاح، بالنظر إلى الطلب الهام الذي تشهده السوق الإندونيسية على الأطباق المغربية» تؤكد بثقة. وكشابة مغربية تسير بثبات في درب التميز، أكدت سلمى أنها لا تدخر جهدا لترسيخ صورة جيدة عن المرأة المغربية المهاجرة والمقاولة، ومحو بعض الصور النمطية اللصيقة بالمرأة العربية والإفريقية على السواء. الطاهية ومقاولة المستقبل هي أيضا زوجة وأم لطفلة، شخصان تعتبرهما عامل دفع ومنبع حب، مبرزة «زوجي الإندونيسي وأسرته لم يتوانوا قط عن دعمي، بل كانوا زبائني الأوائل، وأول من حثني على تطوير وتكثيف الإنتاج». وبكثير من الفخر اعتبرت سلمى حمو أن المطبخ المغربي تمكن على امتداد السنين من أن يصير علامة حب للوطن ويبدد الشعور بالحنين إليه.