تأكد اليوم بما لا يدع مجالا للشك التحسن الملحوظ ، وتبدد خوف كبير ظل يهيمن على نفوس فئة عريضة من رجال التربية و التعليم خاصة الإدارة التربوية من استعمالات برنام معلوماتي جديد يروم الارتقاء بخدمات الإدارة التربوية ، وصار ?مسار? معطى أساسيا لا غنى عنه في التدبير اليومي للتوثيق التربوي والإداري . فلمن يحسب هذا النجاح؟ للتكوين والإرساء الجيدين على صعيد التنسيق بين الأكاديميات والجهات المركزية ؟ أم للرغبة القوية للسيدات والسادة المديرين وثقتهم في التدبير التقني والمعلوماتي كرافد استراتيجي للمرحلة في أفق تطوير المنظومة والارتقاء بخدماتها ؟ برنامج « مسار « يتقدم في جهة فاس بولمان ، كيف نقدم هذا النجاح للرأي العام الوطني؟ لكن قبل ذلك ، ما نوعية المشاكل المطروحة اليوم بالنسبة لترسيخ نجاح عملية إرساء هذا المكون المعلوماتي الهام سيما على ضوء القاعدة التي تقول «ان التطوير يأتي بعد الاستعمال ؟ وما الثغرات التي كشف عنها التوظيف اليومي للسيدات والسادة المديرين في تفاعلهم الإيجابي مع البرنام مسار ؟ أنجزت مصلحة المعلوميات والإحصاء بأكاديمية فاس بولمان استمارة للمستفيدين من الدعم التقني للمؤسسات التعليمية لعرض المشاكل التقنية أو الأعطاب التي تعترض المتفاعلين مع البرنام وحلها ، مع إبداء ملاحظات في هذا الشأن . كيف يقيم الرأي العام التربوي بالجهة هذه التجربة ؟ يرجع كافة المستفيدين المشكل المطروح اليوم إلى اللوجستيك . هل هذا يعني أن عملية الإرساء تمت بنجاح ؟ عرف البرنام إضافات جديدة ، كيف يتم التواصل في شأنها مع المرتفقين؟ وأخيرا ما هي لنواقص التي تعتري منظومة « مسار «اليوم ؟ ويرى الرأي العام التربوي ان التواصل في شانها يجب أن يكون على أعلى مستوى من أجل إيجاد حلول فورية وعاجلة تمكن من تعزيز فرص نجاحها أسئلة شفيفة وغيرها ، حملناها بسلاسة وحماس تربوي خلاق إلى إدارة المؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها بالجهة ، فكان التفاعل معها إيجابيا ، يعكس حجم المسؤولية والنضج لدى الأوصياء على تربية أجيال الغد ، نصيخ السمع لها ، عل الفرصة تسنح للمركز والمحيط معا كي يتدبر تفاصيلها وتقويم مسارها في أفق الارتقاء بهذا المولود المعلوماتي الهام خدمة للمنظومة وسعيا جديرا للرقي بها بكل حمولته التجديدية والتكنولوجية في مجال التدبير التقني للمعطيات المدرسية ، أثار برنامج «مسار « فور إطلاقه من طرف وزارة التربية الوطنية قبل سنة ، ضجة في الأوساط التعليمية ، و كثر الحديث عن سلبياته أكثر من الإيجابيات ، لكن برأي المتتبعين والمهتمين ، فإن المشكل ، ليس في النظام المعلوماتي في حد ذاته، و لكن في طبيعة التفاعل التدريجي مع مكوناته . برنامج مسار massar نظام معلوماتي متكامل الهدف منه حسب « منزليه «هو تدبير أفضل لنقط المراقبة المستمرة لكل التلاميذ و لكل المؤسسات التعليمية العمومية و الخصوصية. حيث يتيح للإدارة إدخال المعلومات المتعلقة بالتلاميذ إلى النظام المعلوماتي كاستعمال الزمن الخاص بالتلاميذ في كل قسم، لائحة التلاميذ، مواعيد الفروض، العطل المدرسية ... كما يتيح كذلك تمكين التلاميذ، الإدارة و أباء و أولياء التلاميذ من الاطلاع على نقط الفروض أولا بأول من خلال موقع معلوماتي و باستخدام رقم سري مباشرة من خلال موقع معلوماتي و تتبع مسار التلميذ في كل مل مادة، و الحصول على النتيجة النهائية في نهاية كل دورة (أسدس) و فضلا عن تمكينه الأساتذة من إدخال (مسك) نقط الفروض إلى النظام مباشرة بعد تصحيحها، فهو مساعد من الدرجة الأولى في توحيد مواعيد إجراء فروض المراقبة المستمرة ليتم إدخالها (مسكها) في نفس الوقت على الصعيد الوطني وبعد حوالي السنة من إطلاقه ، حقق برنامج مسار تدبيرا معلوماتيا جيدا لعملية تسجيل التلاميذ خلال الدخول المدرسي، ضبط الانتقالات و التوجيه، تقيم النتائج المحصلة، و الأهم إدخال (مسك) نقط المراقبة المستمرة حيث تصبح عملية إدخال النقط (مسك النقط) سلسة و أكثر سرعة.وذلك بفضل تظافر جهور كافة الفاعلين التربوية سواء على صعيد الوزارة أو المحيط الإداري التربوي ، كما مكن برنامج مسار وزارة التربية الوطنية من الاطلاع و كشف كل الاختلالات التي كانت تشوب هذه النقط في السابق كالاطلاع على النقط التي يمنحها أستاذ معين لتلاميذه سواء في القطاع العام أو الخاص مما سيمكن من كشف التفاوتات الكبيرة، كل نقطة في مؤسسة تعليمية خصوصية تكون مرتبطة بأستاذ معين مما يمكن من ضبط الأساتذة الذين يشتغلون بصفة غير قانونية في بعض المؤسسات الخاصة. العديد ممن حاورناهم واستقينا آراءهم ، أكدوا للجريدة غياب أي تواصل كاف أول الأمر من طرف الوزارة حول هذا البرنامج مع مختلف المتدخلين التربويين و الإداريين المعنيين، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى قضية وطنية ، بعد أن انتقل الحوار إلى الشارع بين التلاميذ والأساتذة من جهة ، وبين وسائل الإعلام بمختلف تجنيساتها من ناحية ثانية ، ولعل ما أطال عمر هذا السجال ، هو قلة المعلومات المتوفرة آنذاك بخصوص المبادرة ، و ظل التلاميذ يتساءلون ، والأساتذة يجتهدون في إيجاد أجوبة مقنعة وشافية عن ماهية برنامج مسار . يلخص مدير ثانوية بفاس مشاكل منظومة مسار بالجهة في : إشكالية الخادم المركزي الذي لايعمل خاصة أوقات الذروة ، مشكل إدراج المفصولين و المنقطعين برسم المواسم قبل صدور البرنامج،ضعف التنسيق بين تبويبات مسار، غياب تام لاسم الجماعة في المغادرة ،النظام لا يدرج بعض المغادرات في لائحة التحويلات إلا بعد تكرار المحاولات ،النظام قام بخلط المعلومات المقدمة إليه خلال يوليوز 2014 مثال ضم التلاميذ المكررين في لائحة واحدة ? أما أهم المشاكل التي تصادف تفعيل برنام مسار برأي مدير تعليم السلك الابتدائي فتتلخص في الآتي :عند استخراج شهادة المغادرة من مسار ، اذا لم يتم حفظ المعلومات والشهادة يعني الحفظ مرتين ,فعند استقبال التلميذ او التلميذة او التلاميذ بالمؤسسة المستقبلة لا تظهر هذه الأسماء حتى يتم استقبالها,تظهر لائحة الوافدين ولا يتم استنساخها.تظهر لائحة المغادرين ولا يتم استنساخها.؟ تتغير لائحة القسم كلما تم استقبال أي تلميذ ؟يجب الحفاظ على اللائحة الرسمية.يجب التحكم في اللائحة الرسمية من طرف رئيس المؤسسة,يجب تصنيف اللائحة حسب الجنس: الإناث في الاول ثم الذكور،يجب اعطاء الاحصاء العام للمؤسسة:حسب المستوى ,حسب القسم.يجب اعطاء لإحصاء العام حسب الجنس والسن لكل مستوى?. وبالرجوع إلى طبيعة وحجم هذه المشاكل، وبرأي المتخصصين فإنها عادية جدا ومنها ما يمكن معالجته بمجرد نقرة في النظام المركزي ، والجهود جارية الآن إن على مستوى المركز أو الجهة ، من أجل ذلك ، وحتما تضيف المصادر مجتمعة سنتمكن من تجاوزها في القريب العاجل ولدى مساءلتنا بعض التربويين حول ظروف وملابسات إطلاق البرنام أرجع بعض المدراء الارتباك الحاصل لحظتها إلى سوء اختيار فترة تطبيق برنامج مسار في شقه الثاني ، حيث تم الشروع في الحديث عن تطبيق برنامج مسار في نهاية الدورة الأولى من الموسم (2013 ? 2014) في حين كان من المفترض تقول ذات المصادر ? أن يبدأ الشروع في العمل به ابتداء من بداية الدورة (الأسدس الأول) و هذا ما زاد من الارتباك تضيف المصادر ذاتها حيث أصبح من المفروض على الأساتذة إضافة عدد من الفروض ، حتى يتم تغذية هذا البرنامج بكل النقط التي يحتاجها خوفا من أن يتعامل البرنامج مع النقط الغير المدخلة على أنا صفر، مما زاد التوتر و التوجس الذين أحاطا بهذا البرنامج. فيما يرى البعض الآخر أن إطلاق برنامج مسار programme massar في نسخته التجريبية أحدث ارتباكا ملحوظا سرعان ما تم تطويقه واحتواؤه ،لقد كان متوقعا عند الشروع في استخدام برنامج مسار قبل الانتهاء من إصلاح كل الاختلالات أن تشوبه مجموعة من الاختلالات ، مثلا يقول أحد الأساتذة « أن عدد الفروض التي كان يتطلبها برنامج مسار كان يتعارض في بعض الأحيان مع المذكرات الصادرة في هذا الشأن ، و التي تحدد عدد الفروض التي يجب انجازها، و عدد الأنشطة المندمجة لكل مادة، كيفية تعديل النقط و من له الحق في ذلك، ماذا عن التلاميذ الذين لم يجتازوا أحد الفروض لأسباب صحية، ماذا لو انتقل التلميذ من مؤسسة إلى أخرى» في هذا الصدد ، يؤكد فريد بودرار رئيس مصلحة المعلوميات والإحصاء بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان « أن عملية إرساء منظومة مسار على صعيد الجهة ،عرفت نجاحا متميزا وذلك بفضل: نهج مقاربة مندمجة بين جميع المتدخلين، تكوين السيدات والسادة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية في كيفية تدبير منظومة مسار، المصاحبة اليومية لجميع المتدخلين وخاصة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية التي مكنت من تجاوز جل الصعوبات التقنية واللوجستيكية أما بخصوص نوعية المشاكل المطروحة اليوم بالنسبة لإرساء هذا المكون البرنام يوضح المسؤول الجهوي لقد تم تجاوز جل المعيقات سواء منها المهنية أو التقنية أو اللوجستيكية إلا أن مشكل ضعف الصبيب 3G لا يزال مطروحا ، لذا شرعت الأكاديمية منذ السنة الفارطة في ربط جميع المؤسسات التعليمية بشبكة معلوماتية محلية ذات صبيب مرتفع. ولما كانت القاعدة تقول أن التطوير يأتي بعد الاستعمال فإن التفاعل اليومي للسيدات والسادة الاساتذة مع البرنام كشف عن ثغرات تقنية ، في هذا الصدد، يوضح رئيس المصلحة بالأكاديمية إن أي مشروع معلوماتي جديد بهذا الحجم ، لابد وأن تعترضه بعض الثغرات والتي تم التغلب عليها بفضل تفاني وكفاءة السادة المديرين وانخراط السيدات والسادة المفتشين الذين تمكنوا من رصد مجموعة الوظائف الضرورية والتي تم دمجها في منظومة مسار، وخاصة فيما يتعلق بمكون التقويم، توفير فضاء للعمل يمكن من تدبير التمدرس والاستفادة من كافة الخدمات الإلكترونية على مستوى كل مؤسسة، إضافة إلى توفير خدمات إلكترونية لكل من التلاميذ وأولياء التلاميذ من أجل رصد وتتبع تمدرس التلاميذ مضيفا في نفس السياق أن لإنجاح أي مشروع جديد تلعب «قيادة التغيير» دورا رئيسيا للانتقال من مرحلة الرفض والمقاومة إلى مرحلة القبول والتبني ، لذا عملت الوزارة والأكاديمية والنيابات على بلورة وتفعيل مخطط تواصلي لضمان انخراط جميع الفئات المتدخلة، وذلك لتبديد كل المخاوف والإشاعات من ناحية ثانية، وعلى صعيد مأسسة التواصل بين الأكاديمية وشركائها في هذا المجال ، أوضح بودرار أن مع منذ انطلاق الموسم الدراسي 2014_2015 عملت الأكاديمية على مأسسة عملية التواصل مع السيدات والسادة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية وذلك عبر إحداث خلية جهوية لمواكبة تتبع منظومة مسار-إحداث المركز الجهوي للدعم التقني للمؤسسات التعليمية بخلق آليتين دائمتين للتواصل(خط هاتفي مجاني وبريد إلكتروني) تمكنان من التتبع الفردي لكل التساؤلات، وذلك بملأ استمارة مخصصة لهذا الهدف،وتجدر الإشارة أن هذه العملية الرائدة على صعيد جميع الأكاديميات عرفت نجاحا متميزا ، ومكنت من التجاوب الفوري مع السيدات والسادة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية. مما ساعد على إرساء منظومة مسار ، وتسجيل تحسن ملحوظ في التغطية الوظيفية للمنظومات المعلوماتية وفي البنية التحتية، و كذا في القدرة على قيادة التغيير ،مما يمكن من إرساء المنظومة المعلوماتية للقيادة على جميع المستويات. أما على صعيد الإضافات التي عرفها البرنام أكد بودرار أن كل الإضافات جاءت بناء على طلبات السيدات والسادة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية أثناء التفاعل اليومي مع برنام مسار ، وبالتالي يتم تعميمها في الحين على جميع المؤسسات التعليمية عبر آليات التواصل السابقة الذكر. مضيفا أن مشروع مسار مشروع طموح يرمي إدماج أربع مكونات(مكون تدبير الدخول المدرسي، مكون التقييم مكون الإحصاء، ومكون الموارد البشرية والزمن الدرسي) وكذا الخدمات الإلكترونية المرتبطة بجميع هاته المكونات ، التي يتم إرساؤها بشكل تدريجي وعبر مراحل تنفيذا للمخطط الاستراتيجي للوزارة. و ترسيخا لثقافة الاعتراف ، وتحفيزا لبعض الموارد البشرية في حقل التربية والتعليم لابد من الإشارة إلى مسألة غاية في الأهمية ، يتعلق الأمر بأساتذة قدموا مساعدات تطوعية مباشرة لمدراء المؤسسات التي يشتغلون بها ،أساتذة لم يستفيدوا من دورات تكوينية ولا حصص تدريبية في برنامج مسار ، بل اعتمدوا فقط على طاقاتهم وتكوينهم الذاتي ورغبتهم القوية في خدمة المنظومة ، لابد هنا من تقديم التحية إلى ذ نجيب قطبي بمدرسة الشهيد عبد العزيز بن دريس الذي ذوب جميع مشاكل الإدارة التربوية بعدد من المؤسسات التعليمية بتعاونه ليلا ونهارا في سبيل تذويب المشاكل سواء عند مسك النقط أو القيام بالتفاعل مع جميع مكونات هذا البرنامج المعلوماتي الهام.