توجت مسرحية «رحلة بين الحاء والباء»، المقدمة من طرف «نادي المسرح» لمدرسة النصر بمريرت، إقليمخنيفرة، بالمرتبة الأولى في الإقصائيات الجهوية، وبذلك ستمثل جهة بني ملال – خنيفرة في المسابقة الوطنية المقرر إجراؤها بالعاصمة الرباط، من 10 إلى 13 أبريل 2018، من طرف «جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح المدرسي»، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، وجاء تتويجها بعد عرضها أمام لجنة جهوية للتحكيم، يوم 22 مارس 2018، وهي من تشخيص تلامذة مدرسة النصر، ومن تأليف وإخراج ذ. حموتي البكاي، سينوغرافيا ذ. محمد حشتين، ملابس ومكياج ذة. نعيمة ملوك وذة. خديجة معنان، وقد أجمع المتتبعون على متمنياتهم لهذه المسرحية بالحظ الموفق في تمثيل الجهة أحسن تمثيل ضمن المحطة النهائية التي ستعرف مشاركة 12 عرضا مسرحيا من كل جهات المملكة. وكان من المبرمج أن تجرى الإقصائيات الجهوية بمدينة ببني ملال، غير أن البرنامج سار باتجاه مخالف لما تبنته باقي الأكاديميات على المستوى الوطني، إذ جرت العادة أن تجتمع كل الفرق المتأهلة في مكان واحد لإجراء الإقصائيات على نفس الركح، غير أن أكاديمية جهة بني ملالخنيفرة شكلت استثناء باعتذارها على أساس وجود بعض الإكراهات الخاصة، وارتأت إيفاد لجنة متنقلة لمعاينة الأعمال بالمديريات الإقليمية الخمس المكونة للجهة، ومنها مديرية خنيفرة التي عرفت فوز مسرحية» رحلة بين الحاء والباء»، بعد عرضها أمام لجنة التحكيم، بدار الثقافة ايت سكوكو، جنبا إلى جنب مع مسرحية شاركت بها إعدادية حمان الفطواكي تحت عنوان»صرخة»، وقد حضر من طاقم اللجنة رئيس فرع جهة بين ملال خنيفرة لجمعية أصدقاء محمد الجم، ذ. أحمد سين، والفنانة المسرحية والسينمائية ذ. فاطمة أكلاز. وتتناول مسرحية»رحلة بين الحاء والباء» موضوعا إيكولوجيا هاما يسعى إلى ترسيخ الدور الحقيقي للموسيقى والفن في حياة الإنسان، من خلال قصة صرار لا يعترف له النمل بما يقدمه للطبيعة من أهمية، ولا يرى فيه سوى حشرة لا تضر ولا تنفع، وتهدر وقتها في الغناء والخمول، بينما النص المسرحي حاول أن يرد الاعتبار للصرار بإبراز دوره الأساسي في التوازن البيئي، مع حمل باقي الكائنات الحية الأخرى إلى العمل الطبيعي المتواصل، وبعد فترة من المصالحة بين الطرفين ينزل الإنسان بمدنيته العبثية ليخرب كل شيء، ما أجبر كل الحشرات على الرحيل، وهي من ضمن نصوص تتأبطها مدرسة النصر بتجربتها الملموسة في ثقافة المسرح المدرسي بعد تتويجها، خلال السنوات القليلة الماضية، بمسرحيتي «رحيل» و»وطني الأخضر»، وفي رصيدها مسرحيات رائعة. وارتباطا بالموضوع، لم يفت المتتبع والجمعوي، ذ. محمد زكري، القول:»شخصيا تفاجأت كثيرا بمستوى مسرحتي»صرخة»و»رحلة بين الحاء والباء»، إن على مستوى النص والصوت والأداء، أو الديكور والموسيقى والإخراج، فعلا إبداع فني كبير يبين المجهودات الكبيرة التي قام بها الجميع بدون استثناء، ومرة أخرى أثبت الهامش على إمكانيات إبداعية كبيرة بمجال أبي الفنون»، وعن المسرحية الفائزة بالرتبة الأولى جهويا، قال بأن هذه «المسرحية تستحق الفوز عن جدارة واستحقاق نظرا لعدة اعتبارات، ليس أقلها جودة المضمون والصوت والأداء والديكور والموسيقى والإخراج، إنها عمل متكامل إلى أبعد الحدود»، يضيف ذ. زكري. وزاد ذ. محمد زكري قائلا:»أود أن أركز على مسألة مهمة وهي: جدة الفكرة، فكرة مغايرة وغير مبتذلة وفيها رمزية كبيرة بأبعاد متعددة القراءة، الفكرة بكل بساطة تدور حول المضمون»، مشيرا بالتالي إلى أن عنوان المسرحية»لخص كل شيء من خلال دلالاته: رحلة بين الحاء والباء، ومنهما تتكون كلمة حب، إنها فعلا رحلة حياة بين الحرفين، وهي رحلة قصيرة جدا للإنسان مقارنة من الزمن الكوني، ويربط بينهما خيط رفيع جدا لا يعيه ولا يعرفه إلا من يقدر الحياة في كل تجلياتها، الحب في المسرحية، يضيف ذ. محمد زكري، هو الحياة، السعادة، الاستمرارية، وهو الفن وفن العيش بكل ما تحمل الكلمة من معان ودلالات. ومعلوم أن»جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح»، التي يرأسها الفنان محمد الجم شخصيا، قد تم الإعلان عن ميلادها بالرباط،مع إطلاق جائزة باسم محمد الجم للمسرح المدرسي، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وعدد آخر من الشركاء، وفات لمسؤولين بالجمعية أن أكّدوا في تصريحات إعلامية مختلفة أن التظاهرة تهدف إلى المساهمة في تنشيط الحياة المدرسية، وإبراز الدور الهام للأنشطة الموازية، وفي مقدمتها المسرح، في صقل شخصية المتعلمين وتنمية قدراتهم، ومن خلالها خلق روابط متينة بينهم وبين الأسرة التربوية، ومناسبات للاحتفال بالطفل المبدع وقدراته الثقافية والفنية والنفسية والإنسانية.