تحت شعار المسرح المدرسي ورهانات الجودة نظم بمدينة طنجة المهرجان الوطني السابع للمسرح المدرسي . وقد شاركت نيابة انزكان ايت ملول في هذا المهرجان بمسرحية سمفونية القفاز الأبيض، وهي من تأليف وإخراج الأستاذ حسن نايت بهو، وسينوغرافيا حميد لحلو، وتصميم الديكور لنجاة الأصفر تفتاف ومن تشخيص تلميذات مدرسة البساتين. وقد تم تتويج هذه المسرحية كذلك في المهرجان الجهوي الذي نظم بمدينة أيت ملول مؤخرا. وبمناسبة هذا التتويج التقت التجديد بالفنان حسن نايت بهو ليتحدث عن هذا العمل وأهميته في المنظومة التربوية التعليمية والصعوبات التي تعترض هذا النوع من العمل المسرحي. يشير الفنان حسن نايت إلى أن مسرحية سمفونية القفاز الأبيض حملت فكرة خالفت المألوف في المسرح المدرسي وزعزعت المفاهيم التقليدية التي لا تتماشى مع طروحات ومستجدات الراهن التربوي من جهة ومن جهة أخرى جاءت المسرحية في برنامج المهرجان الوطني كتجربة تبحث عن مشروعيتها وسط التجارب المعروضة وتستجبيب لطروحات وأفكارالوعي المسرح التربوي المستقبلي. كما أن مضامينها تعالج وتشخص نفس الإشكال على اعتبارما يحدث داخل الفصل التربوي ، بحيث يصرخ الصرار بطل المسرحية في صراع مع النملات لأجل فك العزلة والانطواء، وعزف ايقاع الزمن المقبل الذي هو زمن الحرية و الرأي وإشراك الآخر والإيمان بالاختلاف لأجل الحل. وعن المشروع التربوي الذي تحمله هذه المسرحية أشار الأستاذ حسن إلى أن هذا العمل بمثابة بحث تربوي يستجيب لمتطلبات راهن الفعل التربوي، واستطاع أن يسائل طروحات حديثة كجعل الفن في خدمة التربية والتعليم والعلم بشكل عام لأجل الإجابة عن تساؤلات الجودة التربوية.والمثال الذي أعطته المسرحية هو الصرار >الذي يعتبر دالا ومدلولا في نفس الوقت فهو الدال على المتعلم المنطوي على نفسه بالفعل والقوة< بالفعل في حالة الركود والتردي، وبالقوة في حالة التهميش والعزلة والانغلاق ،إنها الخطوط السوداء والقضبان التي يجب تكسيرها لأجل رهان الجودة التربوية في زرع نشيد الخلق والإبداع بإعطاء الفرصة للآخر (الصرار) أن يعزف سمفونيته في خدمة الآخر المتعدد (الجماعة) ومصلحة الجماعة. فالنملات هي رمز للطرف المهيمن معرفيا في جماعة الفصل لكن كثيرا ما ينقصها جانب الإبداع والخلق والابتكار. إن الانصهار في المسرحية بين (الأنا الآخر) هوبناء تضامني اجتماعي وفيه لا يعتبر الصرار حالة شاذة ولا إديولوجية بل ضرورة وفعلا طموحا وانتصارا . وفيما يخص مسألة التأطير والتكوين يؤكد المخرج حسن أنه ينبغي توظيف الإبداع لخدمة التربية، وعلى هذا الأساس تم الاشتغال على عدة ورشات على مستوى المؤسسة التعليمية أو المجتمع المدني لأجل التأطير و التكوين والبحث والقيام بتأسيس محترفات اعتمدت في شغلها الأساسي على التكوين... وفي هذا الصدد تمت المساهمة في تأطير الدورة التكوينية المسرحية بمدينة الداخلة في بداية هذا الموسم. وبالنسبة للصعوبات التي اعترضت هذه التجربة أكد هذا الفنان إلى أن المسرحية تألقت رغم الإكراهات العديدة ومنها، إنجاز العمل كتابة وسينوغرافيا وتدريبا في مدة 51 يوما .وأنه لم ينفق على العمل إلا 2000 درهم في كل مراحل الإقصائيات سواء الإقليمية أو الوطنية بما في ذلك لوازم المسرحية (الصور، الملابس، الديكور، الإنارة، الملصقات...). زد على ذلك أن البعد التربوي كان غائبا بحيث كان الكل يصارع من أجل ضمان مقعد للسفر الشيء الذي أدى إلى إقصاء أحد أفراد طاقم المسرحية ... حاوره: اليزيد تبغت