سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وصل صداه إلى قبة البرلمان والأمن يباشر التحقيق لتحديد هوية المجرمين : شريط فيديو لمحاولة اغتصاب في الشارع العام يخلق صدمة عارمة وسط مطالب بتشديد العقوبات
خلق شريط فيديو مسجّل، تم تداوله على نطاق واسع، أول أمس الثلاثاء 27 مارس 2018، على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى تطبيق «واتساب» حالة استنكار واسعة، حيث ظهر شاب خلاله في سن المراهقة وهو يتباهى بمحاولة تعريض فتاة لمحاولة اعتداء جنسي، ويسعى لتجريدها من ملابسها عنوة، وهو ما تمكّن منه بالفعل بعد انتزاع سروالها، في حين كان شخص آخر يقوم بتوثيق تلك الأفعال باستعمال كاميرا، دون أن يتدخّل لإنقاذها، بالرغم من المحاولات التي قامت بها المعتدى عليها من أجل مقاومة المعتدي، إذ تم تجاهل صرخات الاستغاثة والتوسل التي كانت تصدر عنها لكي يتم تركها في حال سبيلها ! شريط الفيديو المذكور عرف انتشارا واسعا خلق موجة استهجان واسعة، وترتبت عنه ردود فعل كثيرة، أدانت الفعل الجرمي الموثق بالصورة، حيث طالب مستعملو الفضاء الأزرق «فيسبوك» بتطبيق أشد العقوبات على المعتدي ومرافقه الذي كان يقوم بعملية توثيق الحادث، محذرين من مغبة التساهل مع هذه النازلة، باعتبارها ليست حادثا معزولا وإنما تنضاف إلى عدد من الحوادث المماثلة، كما هو الشأن بالنسبة لحادث مأساوي سابق شهدته إحدى حافلات النقل العمومي، والذي كان بدوره قد تسبب في رجّة وضجّة، اعتقد معها الجميع أنه سيتم القطع مع مشاهد من هذا القبيل، إلا أن كل المؤشرات تبيّن على أنها حوادث ليست بالمعزولة، وتكشف عن عمق العنف المتفشي، سواء الظاهر منه أو المستتر. هذا الفيديو الصادم وصل صداه إلى قبة البرلمان حيث تدخل عدد من النواب مطالبين الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات للتصدي لمتل هذه الجرائم وهو ما أكدت عليه الوزيرة بسيمة الحقاوي. كما طالبت رئاسة البرلمان من الحكومة بتحمل المسؤولية وفتح تحقيق في النازلة مؤكدة على مسؤوليتها في متابعة تفاصيل هذا الإجرام الذي يمس نساء وشابات على بعد أيام من المصادقة على القانون الذي يجرم هذا الفعل والذي يدخل في محاربة العنف ضد النساء. و أدانت فرق برلمانية، أغلبية ومعارضة بمجلس النواب، خلال افتتاح أشغال الدورة الاستثنائية هذه الجريمة وطالبت باتخاذ كافة الإجراءات لضبط الجناة ومعاقبتهم، هذا في الوقت الذي تم تعميم «هاشتاغ» ( #واش_معندكش_ختك )، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، للتعبير عن التضامن الواسع مع الضحية المعتدى عليها. المصالح الأمنية أكدت بدورها من خلال بلاغ في الموضوع، أنها تفاعلت مع مضمون الشريط الذي تصل مدته الزمنية إلى 55 ثانية، بجدّية كبيرة، وباشرت تحرياتها من أجل تحديد هوية الشخص الذي ظهر فيه وهو يقوم بمحاولة نزع ملابس الفتاة تحت الإكراه، والعمل على الكشف عن مكان وتوقيت ارتكاب تلك الأفعال الإجرامية. واقعة الاعتداء الجديدة، علّق عليها الدكتور جواد مبروكي، الخبير في التحليل النفسي بالقول، إنها مقطع واحد من مسلسل الاغتصاب المتواصل في المجتمع والمسكوت عنه، نتيجة لمجموعة من العوامل التي تتعلق بالتنشئة وبالأفق المسدود الذي يحسّه العديد من الشباب، وكذلك بسبب غياب التربية الجنسية، التي يعتقد البعض أنها تشجع على الجنس والفساد، والحال أن التربية الجنسية السليمة تستند إلى قواعد أخلاقية متينة، وتعلم الاحترام التام للذات وللغير، والمساواة بين الجنسين، وتقنين الشحنة الجنسية، وتقويم السلوك الجنسي. وحذّر الدكتور مبروكي من التعامل مع هذه الحالات بنوع من التسيّب، مؤكدا أن التحرش الفردي والجماعي «يرفع من مستوى السُّعار الجنسي عند الذكر إلى درجة أعلى، بعد كسر جميع الحواجز وتجاوز كل الاعتبارات ولا يبقى أمامه إلا الاغتصاب»، مشددا على أن «ما يقع في شوارعنا ما هو إلا مقياس حراري لدرجة جودة التعليم والتربية المنزلية»، مبرزا أن «المجتمع أصبح يتفكك مع ارتفاع السعي إلى تحقيق النجاح الفردي والتشجيع على التنافس، مما أدى إلى تقوية النوازع الأنانية وبتر الحس بالانتماء إلى المجتمع وتعطيل مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه».