أشرف جلالة الملك أول أمس الأربعاء على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مجمع كبير لحماية الدارالبيضاء من فيضانات وادي بوسكورة، وتدشين المدار الجنوبي- الغربي للدار البيضاء، وهما مشروعان كبيران تقدر كلفتهما بأزيد من 1ر1 مليار درهم. وينقسم مشروع «المجمع الغربي الكبير»، الذي يروم تصريف فيضانات وادي بوسكورة نحو المحيط الأطلسي، إلى شطرين. ينبع الأول من عالية طريق الجديدة، و هو عبارة عن قناة مكشوفة بطول إجمالي يناهز ثلاثة كيلومترات، حيث صممت خصيصا لكي تتلاءم بشكل جيد مع بنية الحوض الطبيعي لوادي بوسكورة. أما الشطر الثاني فينطلق عند نهاية القناة وصولا إلى مصب المجمع الغربي الكبير في البحر، يتألف المشروع من شبكة للقنوات تحت أرضية بطول 5210 متر (140 متر مكعب في الثانية)، وخندق ودعامات إسمنتية (1 كلم). وسيمول هذا المشروع الذي سينجز في ظرف 36 شهرا، من الميزانية العامة للدولة، وصندوق مكافحة مخلفات الكوارث الطبيعية، والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، والجماعة الحضرية للدار البيضاء، ومجلس جهة الدارالبيضاء، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ووكالة تعمير وتنمية أنفا، ووكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية. أما المدار الجنوبي- الغربي للدار البيضاء، الذي دشنه جلالة الملك أول أمس، فسيساهم في تخفيف حدة الازدحام الذي تعاني منه المدينة وتحسين السلامة الطرقية، مع تيسير الولوج للطرق السيارة الثلاث الموجودة (الدارالبيضاء- الجديدة، الدارالبيضاء- مراكش، والدارالبيضاء- الرباط)، وطريق المنطقة السياحية على الشريط الساحلي الغربي، والمناطق العمرانية الجديدة. وقد هم هذا المشروع الذي تطلب غلافا ماليا قدره 253 مليون درهم (دون احتساب الوعاء العقاري)، إنجاز طريق سريع 2/2 على طول 8.3كلم، وتهيئة بدالين عند التقاطع مع الطريق الوطنية رقم 1 والطريق الإقليمية 3014، وملتقيين مداريين عند التقاطع مع الطريق الجهوية 320 ومدخل الطريق السيار الدارالبيضاء- الجديدة، وإحداث ممر علوي على الطريق الإقليمية 3018، فضلا عن منشأة مائية على وادي بوسكورة. وتعد هذه البنية التحتية الطرقية ثمرة شراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، وجهة الدارالبيضاء الكبرى، والجماعة الحضرية للدار البيضاء. وتنسجم مختلف هذه المشاريع، تمام الانسجام، مع أولويات مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015- 2020)، الذي أطلقه جلالة الملك، يوم الجمعة الماضي التفاصيل الخاصة بكل مشروع يصب مشروع المجمع الكبير لحماية الدارالبيضاء من فيضانات وادي بوسكورة، ، في صلب المبادرات الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة بجهة الدارالبيضاء الكبرى، هذه الحاضرة المتروبولية التي انخرطت في مسلسل تنمية مندمجة ومتوازنة بغرض الارتقاء إلى مصاف العواصم الاقتصادية العالمية. ويندرج هذا المشروع، وهو عبارة عن قناة كبرى للصرف، في إطار مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015 - 2020). وأعاد إطلاق جلالة الملك لهذا المشروع الى الأذهان مضامين الخطاب الملكي في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة، والذي أكد فيه جلالته أن «تقدم المدن لا يقاس فقط بعلو أبراجها، وفساحة شوارعها، وإنما يكمن بالأساس، في توفير بنيتها التحتية، ومرافقها العمومية، وجودة نمط العيش بها». وبالفعل، فإن من شأن إحداث هذا المجمع الحد من الخسائر التي تتسبب فيها الفيضانات الموسمية لوادي بوسكورة، والتخفيف من حجم المخاطر الناتجة عن هذا النوع من الكوارث الطبيعية التي عادة ما تتهدد المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة. وفي واقع الأمر، فإن هذا المشروع يشكل أحد التدابير التي تعين اتخاذها لتفادي وقوع فيضانات بالدارالبيضاء إبان فترة التساقطات المطرية التي تسجل في بعض الأحيان أحجاما قياسية. وتهم هذه التدابير أيضا تقوية وسائل التدخل عبر توفير تجهيزات إضافية للضخ والمولدات الكهربائية، وإحداث لجنة تتكلف بمطابقة الأدوار التحت أرضية ومداخل المرائب التحت أرضية، وإجراءات أخرى تتعلق بمراقبة قانونية الإنشاءات العمرانية. يشار إلى أنه علاوة على إحداث مشروع المجمع الكبير لحماية الدارالبيضاء من فيضانات وادي بوسكورة، يشتمل مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015 - 2020)، على مشاريع أخرى ، من قبيل إتمام برنامج إعادة إسكان 60 ألف أسرة من قاطني دور الصفيح، و8 آلاف أسرة من قاطني الدور الآيلة للسقوط، وإعادة هيكلة الاحياء الناقصة التجهيز التي يقطن بها حوالي 120 ألف أسرة، وتعميم الربط بشبكات الماء والكهرباء والتطهير المدار الجنوبي الغربي للدار البيضاء يشكل هذا المدار منشأة بنيوية مهمة من شأنها مواكبة التطور العمراني الذي تشهده العاصمة الاقتصادية للمملكة، وتعزيز بنيتها التحتية بما يكرس محورية أهمية تنمية الطرق كطريق نحو التنمية. كما ستكون لهذا المشروع انعكاسات إيجابية على المنظومة السوسيو- اقتصادية للمنطقة وعلى المنظومة البيئية وكذا على مستوى التهيئة الترابية، مما سيسهل ويحسن من تنقل الأشخاص والبضائع. وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذا المشروع في تسهيل الولوج نحو الطرق السيارة الثلاث وتخفيف السير في وسط المدينة، وتسهيل الولوج للمنطقة السياحية على طول الشريط الساحلي الغربي، وتسهيل الولوج للمناطق العمرانية لمواكبة النمو الذي يعرفه غرب المدينة، إضافة إلى تخفيف اختناق السير والجولان بالعاصمة الاقتصادية للمملكة. ويأتي تدشين جلالة الملك لهذا المدار تكريسا لمضامين الخطاب الملكي المذكور أعلاه، والذي أكد فيه جلالته أنه «واعتبارا لمكانة الدارالبيضاء كقاطرة للتنمية الاقتصادية، فإن هناك إرادة قوية لجعلها قطبا ماليا دوليا»، وهو الهدف الذي يتطلب تحقيقه - يقول جلالة الملك- «أولا وقبل كل شيء، توفير البنيات التحتية والخدماتية بمواصفات عالمية، وترسيخ قواعد الحكامة الجيدة، وإيجاد إطار قانوني ملائم وتكوين موارد بشرية ذات مؤهلات عالية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الحديثة». كما يأتي تدشين جلالة الملك لهذا المدار بعد أقل من أسبوع على إطلاق جلالته لمخطط تنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015 - 2020)، والذي يشكل تعزيز الحركية وتسهيل التنقلات على مستوى الجهة أحد محاوره الكبرى. ويسعى مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى، في الشق المتعلق بتعزيز الحركية، إلى إنجاز منظومة شاملة للنقل والتنقل عبر تعزيز وسائل النقل الحضري بتمديد خطوط الطرامواي، وتعزيز أسطول الحافلات بأخرى ذات خدمات عالية الجودة، وتهيئة شبكات مندمجة للطرق الحضرية والإقليمية والطرق السيارة تساعد على انسيابية حركة السير والجولان، وكذا إنجاز منشآت فنية كمواقف السيارات وأنفاق تحت أرضية والمحول الجنوبي للدار البيضاء، ومنشآت فنية معلقة بسيدي معروف.