تحتضن هيئة المحامين بالناظور، يوم 24 مارس الجاري، أشغال الجمع العام لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، المكون من المجالس 17 لنقابات المحامين بالمغرب، وسيتم اختيار رئيس جديد للجمعية ومكتب لها، وفي هذا الصدد يخوض أربعة نقباء سباق الرئاسة وفي مقدمتهم النقيب نور الدين الموساوي. وجاء اختيار تنظيم المؤتمر في مدينة الناظور لعدة اعتبارات حقوقية، في مقدمتها ما تعرفه منطقة الريف من وضع حقوقي، وكذا اعترافا بالدور الحقوقي والقانوني لمحاميي منطقة الريف المتميز والهام إلى جانب زملائهم عبر مختلف هيئات المغرب، في الوقوف والدفاع عن الوطن وقضايا أبناء منطقة الريف. وقد سجل النقيب نور الدين الموساوي، الاستثناء في سباق الرئاسة، حيث نال قصب السبق في دخول معترك المنافسة لرئاسة الجمعية، كأول نقيب ينتمي لهيئة المحامين بتطوان، حيث إن سجله الحقوقي والمهني الحافل بالمواقف المنحازة لنبل وقيم مهنة المحاماة في إطار القانون وحقوق الإنسان يؤهله لتشريف الجمعية وهيئة المحامين بتطوان، كما أن انتصاره لقضايا الوطن وأمنه ووحدته الترابية من شماله إلى صحرائه جعله رقما صعبا في معادلة السباق نحو رئاسة الجمعية. كما أن سجل النقيب نور الدين الموساوي موسوم بسابقة سجلتها هيئة المحامين بتطوان بمداد الفخر في رصيدها، عندما انتصرت لقضية محمد الهيني، القاضي المعزول، والذي تم الحسم فيها مؤخرا بتسجيله رسميا في جدول هيئة المحامين بتطوان، بعدما أيدت غرفة المشورة بمحكمة الاستئناف بتطوان قرار محكمة النقض بقبول القاضي المعزول محمد الهيني في جدول هيئة المحامين بتطوان. وهكذا كان مجلس هيئة المحامين بتطوان في عهد نقيب الهيئة السابق نور الدين الموساوي قد قرر قبول عضوية القاضي المعزول الهيني في جدول المحامين مستندا إلى أسس قانونية وحقوقية، ومفوتا أي فرصة لجعل المحامين هم الطرف الذي منع استمرار الهيني في جسم العدالة، حيث اعتبر عدد من المراقبين أن قبول النقيب الموساوي للهيني المطرود من سلك القضاء محاميا انحياز واضح للقانون ومبادئ حقوق الإنسان، خاصة أن الأخير لم يعزل لأمر مشين أو مخل بمهنة القضاء، كما أن هيئة تطوان برئاسة النقيب الموساوي بعثت برسالة مشفرة للرأي العام خاصة ولجسم العدالة بكونهم لم ولن يكونوا يوما سيفا لقطع الأرزاق أو التعارض مع القانون ومبادئ حقوق الإنسان. هذا الموقف جعل الهيني يشيد من خلال تدوينة على صدر صفحته الشخصية بالفسيبوك بكفاءة وشجاعة النقيب الموساوي في قول الحق ورد الظلم وإنصافه ودعم قضيته في جميع مراحلها، والتي توجت بالتسجيل النهائي، كما عبر الهيني في ذات التدوينة، عن شكره وامتنانه للنقيب الحالي لهيئة المحامين بتطوان محمد كمال مهدي، الذي لم يبخل، منذ انتخابه ،في دعم موقف المجلس وإتمام المسيرة بنفس الروح. مسار الانتصار لمصالح المحامين والدفاع عن أصحاب البذلة السوداء لم يقتصر فقط على ملف الهيني لكنه سجل في عهد النقيب الموساوي أيضا انتصاره ووقوفه إلى جانب محامي معتقلي الريف عبد الصادق البوشتاوي المحامي بهيئة تطوان، حيث كان سندا له وانتصب كما انتصبت الهيئة للدفاع عنه في الملفات الثلاثة التي تم فتحها في مواجهة البوشتاوي. وهكذا ستكون جمعية هيئة المحامين بالمغرب يوم 24 مارس الجاري، أمام محطة حاسمة وفرصة لتكليف النقيب الموساوي برئاسة الجمعية، وللانتصار لقيم ومبادئ المهنة ونبلها وسمو رسالتها، كما هي فرصة لرد الدين لرجل حمل بذلته وكرس وقته للدفاع عن المهنة وقيمها بكل تجرد ومسؤولية وإيمان لقسم مهنة المحاماة.