يرتقب الإعلان عن طلبات عروض أشغال بناء ميناء الداخلة الأطلسي قريبا بعد اكتمال الدراسات المتعلقة. فالدراساتالهندسية ودراسات الجدوى المتعلقة بالميناء في حد ذاته – يؤكد هاشم محمد، مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة الداخلة وادي الذهب، استكملت فيهاا الدراسات المتعلقة بالمرافق المرتبطة به، كالمنطقة الحرة، لا تزال في طور الإنجاز. وأوضح هاشم في حديث للاتحاد الاشتراكي أن مشروع الميناء الضخم الجديد سيكلف ما بين 7 إلى 8 مليار درهم، مشيرا إلى أنه يتضمن إنشاء منطقة نشاط صناعية وتجارية ولوجستية حرة على مساحة تناهز 200 هكتار بمحاذاة الميناء، إضافة إلى أوراش بحرية لترميم وإصلاح السفن. ويشكل ميناء الداخلة الأطلسي أحد المشاريع المهيكلة الأساسية في جهة الداخلة وادي الذهب، وهو موجه لاستقبال السفن التجارية الضخمة، إذ يصل عمق أرصفته إلى 14 مترا. وبالتالي يرتقب أن يشكل أكبر ميناء أطلسي في منطقة غرب إفريقيا، ومركزا جهويا للمسافنة، إذ سيجهز لاستقبال السفن الكبرى القادمة من أوروبا وآسيا وأمريكا وتفريغ حمولتها فيه قبل إعادة توزيعها عبر سفن أصغر على دول الجوار، كما أنه سيستقطب صادرات دول غرب إفريقيا، إما عن طريق البر عبر موريتانيا ومعبر الكركرات، أم بحرا عبر السفن. وبعد تجميع هذه الصادرات سيتم نقلها عبر سفن ضخمة إلى باقي أنحاء العالم. أما على مستوى الجهة، فسيلعب الميناء أيضا دورا مهيكلا، إذ ستنقل إليه وإلى المنطقة الصناعية المرتبطة به كل الأنشطة المينائية والصناعية الموجودة حاليا بمدينة الداخلة. وفي هذا السياق يقول سعيد منير، المفتش الجهوي للتعمير وإعداد التراب الوطني، "يقع الميناء الأطلسي الجديد في منطقة انتيرفت على بعد نحو 70 كيلومترا شمالا من مدينة الداخلة، وهو يطل مباشرة على المحيط الأطلسي. بخلال الميناء الحالي الذي يوجد في داخل خليج الداخلة". وأضاف منير أن هذا المشروع يندرج في إطار المخطط الإستراتيجي للجهة الذي يتجه إلى إخراج كل الأنشطة الصناعية من شبه جزيرة الداخلة. وقال "شبه الجزيرة والخليج يشكلان مجالا بيئيا هشا لا يمكنه احتمال زخم التجارة والصناعة والصيد البحري. لذلك سيتم نقل المنطقة الصناعية الحالية وجميع أنشطة الميناء إلى انتيرفت. فيما ستخصص مدينة الداخلة والمجال المرتبط بخليجها للأنشطة السياحية والثقافية، وعلى الخصوص السياحة البيئية والمستدامة". وسيقام الميناء الجديد مباشرة على الشاطئ الأطلسي بعيدا عن الحوض وعن شبه الجزيرة التي ستخصص للأنشطة السياحية والترفيهية المستدامة والبيئية. وفي سياق ذلك، سيتم نقل الأنشطة الصناعية الحالية والنشاط الميناءي من موقعها الحالي داخل مدينة الداخلة إلى الموقع الجديد،كما ستشكل المدينةالجديدة في انتريفت متنفسا حضريا جديدا لتخفيف الضغط على مدينة الداخلة المحصورة في شريط ضيق بين الخليج والمحيط في إطار بيئة طبيعية هشة لا تتحمل الضغط العمراني والصناعي. وأوضح منير أن انتيرفت ستتحول بفضل هذا المشروع المينائي الضخم إلى نواة مدينة جديدة في المستقل. وقال "الميناء والأنشطة الصناعية والتجارية واللوجستية حوله ستجتذب السكان، لذلك هناك مشروع موازي لإقامة مدينة جديدة بهذه المنطقة، والتي ستتوفر فيها كل مؤهلات المدينة العصرية. ومن شأنها أيضا أن تساهم في تخفيف الضغط السكاني الحالي على مدينة الداخلة". وفي نفس السياق يجري التخطيط لإخراج مطار الداخلة أيضا من موقعه الحالي داخل الجزيرة، حيث أصبح محاطا بالأحياء السكنية نظرا للتوسع العمراني لمدينة الداخلة، ويجري التخطيط لنقله إلى منطقة العركوب، حيث ستقام مدينة جديدة للطيران (أيروسيتي)، والتي ستشمل بالإضافة إلى المطار منشآت سياحية وترفيهية وفنادق وبنيات مخصصة لسياحة الأعمال والمؤتمرات. أما ميناء الصيد الحالي، والذي يستقبل ما نحو 600 ألف طن من الأسماك سنويا في المتوسط، أي ما يمثل نحو 40 في المئة من محصول الصيد البحري الوطني، فسيتم نقل الجزء الأكبر من نشاطه إلى منطقة المهيريز، على بعد نحو 400 كيلومتر جنوبالداخلة ونحو 70 كيلومترا من الكركرات على الحدود الموريتانية. ويضيف منير "هذا الميناء الجديد الذي يوجد اليوم في طور البناء ويرتقب أن يسلم قريبا، يندرج في إطار السعي لإحداث توازن مجالي على مستوى الجهة بين إقليم أوسرد وإقليمالداخلة. فميناء لمهيريز الذي سيكون ميناء ضخما للصيد البحري سيشكل بدوره نواة مدينة جديدة في إقليم أوسرد بارتباط مع نشاط الصيد البحري وتثمين منتجاته".