لم يكد المهتمون بالمشهد الرياضي ينسون أحداث الشغب والتخريب التي عرفها الملعب الكبير بمدينة مراكش، خلال مباراة الكوكب المراكشي ضد الرجاء الرياضي، حتى صدم الكل بأحداث مماثلة بمدرجات بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، خلال مباراة الجيش الملكي ضد اتحاد طنجة، برسم الجولة 21 من البطولة الاحترافية، وهي أحداث تسيء كثيرا إلى المجهودات التي تبذل من أجل الدفاع عن ملف المغرب في تنظيم كأس العالم 2026، والذي سخرت له الملايير وطاقات بشرية كبيرة. الأحداث اندلعت قبل انطلاقة المباراة، بارتداء اللون الأسود من طرف مشجعي الجيش الملكي، احتجاجا على توالي نتائجه السلبية، وابتعاده عن التنافسية، ولعبه دور المنشط للبطولة. ومباشرة بعد دخول الفريقين، صوب المشجعون سهامهم الجارحة إلى المدرب عبد الرزاق خيري، وهاجموه بكلام فاحش ونابي، مسه في كرامته وإنسانيته، وبعدها تم الهجوم على إدارة الفريق العسكري بكلام فاحش، وباتهامات خطيرة مع ذكر بعض المسؤولين بالاسم. وليوثق مشجعو الفريق العسكري كل احتجاجاتهم، رفعوا العديد من اللافتات خلال المباراة، وعند نهايتها «10 سنوات من الركود، رحيلكم هدفنا المنشود» و»سيرو على نهج الأندية وحشمو سيرو فحالكم» و» 100 لاعب 60 مدربا والإدارة ثابتة» وغيرها من الميساجات التي لا تحتاج إلى تشفير. وما إن سجل إتحاد طنجة هدف السبق في الدقيقة 60، حتى عمت الفوضى المدرجات، وبدأت عملية اقتلاع الكراسي ورميها في وجه رجال الأمن والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية،كما أن الشماريخ بدأت تتساقط فوق رؤوس الجميع، وكان لابد من التقاطها بسرعة من طرف رجال الوقاية المدنية حتى لا تتأثر الحلبة المطاطية. وإمعانا في إيذاء القوات الأمنية، عوض المشجعون الحجارة بقطع نقدية من فئة درهم ودرهمين، وأحيانا خمسة دراهم، وبدأوا يرشقون بها رجال الأمن والمسعفين، وهو ما تسبب في إصابة بعضهم بجروح. ولتنويع الإساءة إلى كرة القدم المغربية، يقتحم أحد مشجعي الفريق العسكري الملعب، ويبقى هناك لبضع دقائق من دون تدخل أي رجل من رجال الأمن، ولوضع نهاية لهذا المشهد، الذي يخدش صورة كرة القدم، تدخل اللاعب يوسف القديوي وتقمص دور رجال الأمن، وأخرج مقتحم الملعب، لكن سلبية رجال الأمن شجعت مجموعة أخرى على محاولة القيام بنفس السلوك. وكان أخطر مشهد هو احتراق جزء من العلم الوطني سقط فوقه شهاب مشتعل، وكان هذا العلم، قد وضعه مسؤولو الفريق العسكري فوق بعض الكراسي تحت المنصة الشرفية، الأمر الذي يعكس حجم التهور، الذي وصل إليه بعض مشجعي الجيش الملكي. والمؤسف له، هو أن كل هذه الأحداث وثقتها كاميرات مصورين صحافيين، يشتغلون لحساب «الفيفا»، كما أعلنوا عن ذلك لبعض الزملاء الصحافيين، وأكيد أن مثل هاته الأحداث المشينة تسيء بشكل واضح لملف المغرب، الطامح إلى تنظيم كأس العالم 2026، وهو الحلم الذي راود الشعب المغربي منذ سنين. وتؤكد الأحداث أن هناك تراخ ملحوظ من طرف رجال الأمن بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، إذ أصبح الكل يتفاجأ بالكم الهائل من الشمارخ، الذي يدخل المدرجات إضافة إلى العديد من اللافتات التي تحمل عبارات مشينة.