الوزير الأول السابق لمصر: الداخلة بوابة هامة لطريق الحرير بول كارترون: ما حققه المغرب في الداخلة من شأنه أن يعيد الأمل للشباب الإفريقي
قال الوزير الأول السابق لمصر عصام أحمد عبد العزيز شرف، في حديث للاتحاد الاشتراكي، في لقاء سننشر تفاصيله في عدد قادم، إن المغرب ومصر، من موقعهما الاستراتيجي على مستوى غرب إفريقيا وشرقها، يعتبران البوابتان الرئيسيتان في النهوض بإفريقيا، وأضاف الوزير المصري السابق، الذي كان ضيفا على ملتقى (كرانس مونتانا) 2018، أن عهد الحدود الوطنية انتهى، وأن التكتل الإفريقي قادر على خلق إفريقيا قوية ومحاورة الند للند مع التكتلات الإقليمية الأخرى، وأن التعاون جنوب- جنوب كفيل بالنهوض بالقارة تنمويا واقتصاديا بحجم الموارد الهامة التي تتوفر عليها إفريقيا. من جانبه قال السفير جان بول كارترون، الرئيس الشرفي للمنتدى : «إن مدينة الداخلة أصبحت نموذجاً حياً لإمكانية تحقيق التنمية في إفريقيا،» مشيراً إلى أن ما حققه المغرب في الداخلة من شأنه أن يعيد الأمل للشباب الإفريقي بإمكانية تحقيق المعجزة التنموية، كما شدد على أن خلاصة التجربة المغربية في المجال التنموي أبرزت أن الأمر لا يتعلق بالمال، بقدر ما يتعلق بالتوفر على «الرؤية والإرادة وتعبئة الموارد»، داعياً إلى قياس ما حققه المغرب في مجال صناعة السيارات والتكنولوجيا والبنيات التحتية في زمن وجيز، وذلك بفضل توفره على رؤية واضحة لأهدافه ومخططاته التنموية، ووجود إرادة سياسية قوية من أجل بلوغها، وأضاف كارترون أن المنتدى الإفريقي لمؤسسة (كرانس مونتانا) بمدينة الداخلة عرف، منذ انطلاقه في 2015، نجاحاً منقطع النظير، مشيراً إلى أنه على مدى ثلاث دورات متتالية استقبل 3500 مشارك يمثلون 162 دولة و43 منظمة دولية عالمية وإقليمية، وكلهم من أصحاب القرار السياسي والاقتصادي وخبراء، وحوّل مدينة الداخلة إلى مختبر للتفكير في مستقبل إفريقيا. وحول موضوع طريق الحرير وإفريقيا أجمعت العديد من التدخلات، التي شارك فيها رجال الأعمال والاقتصاد وباحثون ووزراء ومسؤولون عن هيئات دبلوماسية دولية، على أن موقع الداخلة الاستراتيجي يشكل محورا تنمويا جنوب – جنوب، وأن هذا المحور يعتبر أساسيا في مرور طريق الحرير منه نحو القارة . يذكر أن أشغال الدورة الرابعة لمنتدى (كرانس مونتانا) تمحورت حول موضوع «إفريقيا والتعاون جنوب – جنوب»، و«اقتصاد البحار ودوره في التنمية والاندماج الإقليمي»، وتداخلت مداخلات المشاركين، كون البحر وثرواته وتحدياته البيئية يشكل مشتركا قويا يدفع الدول الإفريقية إلى العمل موحدة مجتمعة على مصالحها في النهوض باقتصاديات المنطقة خاصة في الواجهة الأطلسية. وشكل طريق الحرير منطلقا للحديث عن علاقات إفريقيا وآسيا في خطوط تنبني على مفهوم جديد للتشارك والتعاون، كما ركزت مداخلات وحوارات على تحديات التمدن والتوسع الحضري في إفريقيا، وقضايا الشباب والمرأة، والأمن الغذائي والصحي، ومعضلات الهجرة والطاقة وتغير المناخ.