في خطوة تصعيدية واحتجاجا على البلاغ الصادر عن باشا مدينة جرادة الرامي إلى منع جميع الأشكال الاحتجاجية غير المرخصة المزمع تنظيمها في الساحات والطرق العمومية بمدينة جرادة، دخل عمال الساندريات صباح أمس الأربعاء 14 مارس الجاري، في اعتصام مفتوح داخل آبار الفحم العشوائية الكائنة بغابة «فيلاج يوسف». وقرر المعتصمون، والذين رفعوا شعار «الموت ولا المذلة»، الاعتصام داخل آبار الموت إلى حين إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب بما فيها المحاسبة. وكانت الداخلية قد أصدرت قرارا يوم الثلاثاء 13 مارس، يقضي بمنع جميع الأشكال الاحتجاجية غير المرخصة المزمع تنظيمها في الساحات والطرق العمومية ابتداء من الأربعاء 14 مارس، وذكر القرار، الذي تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، أن السلطات الإدارية المحلية المختصة «لم تتوصل بأي تصريح حول المظاهرات والتجمهرات التي تم تنظيمها مؤخرا بمدينة جرادة، والتي تمت خلالها الدعوة إلى الاستمرار في تنظيم هذه الأشكال الاحتجاجية مع دعوة الساكنة المحلية للمشاركة فيها، وذلك في تحد واضح للمساطر والقوانين الجاري بها العمل، واعتبر القرار الأشكال الاحتجاجية التي يتم تنظيمها» إخلالا واضحا بالأمن والنظام العامين مع عرقلة السير بالطرقات العمومية». وتجدر الإشارة إلى أن حراك جرادة عرف تصعيدا بعد اعتقال ثلاثة نشطاء، ويتعلق الأمر بمصطفى ادعينين، أمين امقلش وعزيز بودشيش، وإحالتهم على الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بوجدة بعد زوال الاثنين 12 مارس، بصك اتهام تضمن «إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم والمشاركة في ارتكاب العنف في حقهم، والعصيان ومقاومة أشغال أمرت بها السلطة العامة والاعتراض عليها بواسطة التجمهر والتهديد، والمشاركة في ذلك ومحاولة تهريب شخص مبحوث عنه ومساعدته على الاختفاء والهروب، وإزالة أشياء من مكانها قبل القيام بالعمليات الواجبة للبحث القضائي قصد عرقلة سير العدالة والمساهمة في ذلك، والسياقة تحت تأثير الكحول وانعدام الاستعداد المستمر للقيام بالمناورات الواجبة على السائق لتفادي وقوع الحادثة، وتغيير حالة مكان الحادثة من أجل التملص من المسؤولية الجنائية والمدنية، وإلحاق أضرار بالمغروسات المقامة على الطريق وإزالة أشياء من مكانها قبل القيام بالمعاينة الأولية للبحث القضائي قصد عرقلة سير العدالة».