إثر التساقطات المطرية الغزيرة التي عاشها إقليمخنيفرة، فوجئ أحد الرعاة في منطقة سيدي لامين، ضواحي كهف النسور، بقوة السيول وهي تحاصره من كل جانب، وهو يرعى قطيعا من الغنم متكون من حوالي 80 رأسا، كادت السيول أن تجرفه لولا الرعاية الالهية التي ساعدته في إطلاق نداء استغاثة للسكان، حيث هرعت عناصر من الدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة والسلطات المحلية والمجلس الجماعي إلى عين المكان، وتم النجاح في إنقاذ الراعي (ح. ق) ومواشيه من خطر السيول الجارفة، مع تنبيهه، وباقي ساكنة المنطقة، إلى أخذ الحيطة في مثل هذه الأجواء وعدم المجازفة بالتواجد في المواقع المعروفة بشعابها "الخطرة " أثناء هطول الأمطار وجريان السيول. وبينما تمت الاستعانة، في عملية الإنقاذ، بآليات تابعة لجماعة سيدي لامين وأفراد الوقاية المدنية، وبسواعد عدد من المواطنين والسكان الذين تطوعوا بشكل إنساني وبطولي، أكد أهالي المنطقة أن تلاقي "واد سيدي لامين" ب "الواد الناشف" بفعل الأمطار القوية كان سببا في الرفع من منسوب المياه الهائجة، ما دفع بالمتتبعين إلى التشديد على مناشدة مجلس الجهة للتسريع بإنجاز مشروع القنطرة المبرمجة على واد سيدي لامين الذي يفيض كلما تساقطت الأمطار، علما بأن مشروع الطريق العابرة لهذه القنطرة قد تم الشروع فيه من الجزء التابع لنفوذ إقليمخريبكة، عبر أبي الجعد، بينما لايزال الجزء التابع لاقليم خنيفرة، عبر كهف النسور، في انتظار مباشرة أشغاله، سيما أن الطريق أضحت مستعملة بشكل لافت، خلال السنوات الأخيرة، وتعرف انقطاعات بفعل السيول الناتجة عن التساقطات المطرية. وفي مساء ذات اليوم، انتشر من الأنباء الصادمة ما يفيد بأن إحدى الفتيات في خنيفرة ألقت بنفسها في مياه وادي أم الربيع، لتجرفها قوة التيار نحو المجهول، نظرا لهيجان مياه الوادي إلى حد تخوف المحاذين له من اجتياح سيوله لبيوتهم، بسبب التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة، وقال شهود عيان، بالضفة الأخرى للوادي، إنهم شاهدوا الفتاة، وهي تهم بإلقاء نفسها، من الجهة المحاذية للمحكمة الابتدائية، دون تمكنهم من إيقافها لبعد المسافة بينهم وبينها، علاوة على هيجان المياه وقوة تهاطل الأمطار، وقد خلفت وراءها وشاحا (شال) وقبعة (كاسكيطة) أسودين، وبسبب فيضانات الوادي لم يتم العثور على جثتها . وفي الوقت الذي فتحت السلطات الأمنية تحرياتها لأجل التوصل لهوية الفتاة، بالتزامن مع انتشار الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدمت أسرة الفتاة لمصالح الشرطة بخنيفرة قصد التأكد من الأمر، وهي (ح) من أحد الأحياء الشعبية المحيطة بأمالو إغريبن، لايتجاوز عمرها 17 سنة، قال والدها إنها كانت بالبيت في حالة طبيعية وبيدها هاتفها النقال، قبل خروجها باتجاه نهايتها غير المنتظرة، بينما ظلت ملابسات ودوافع الحادث غامضة إلى حين العثور على الجثة وما ستكشف عنه التحقيقات الجارية.