نظمت جمعية «ذاكرة الدارالبيضاء»، مساء أمس الجمعة بالعاصمة الاقتصادية، حفلا تكريميا للمعمارية ومؤسسة هذه الجمعية السيدة جاكلين ألوشون، التي توفيت في 29 غشت الماضي بتولوز. وكانت ألوشون التي دفعت بأعمالها المعمارية أجيالا عديدة من البيضاويين إلى النظر في أعلى بناياتهم لتذوق جمالية معمارية متفردة تعلو مدينتهم البيضاء. وذكر أقرباء السيدة ألوشون وأصدقاؤها أن الفقيدة، التي كانت مولعة بمسقط رأسها، مدينة الدارالبيضاء، قد نذرت جزءا من حياتها للتعريف بالخصائص المعمارية الجميلة لهذه المدينة، والدعوة للحفاظ عليها ضمن الموروث المعماري المتميز لهذه الحاضرة الكبرى. وقد أعرب كثير ممن حضروا حفل تكريم هذه المعمارية الكبيرة عن إحساسهم تجاه ما كان يربطهم بالراحلة من مشاعر الصداقة والأخوة والمحبة، وكذلك من اعتراف مستحق لعبقرية خلاقة كانت تتمتع بها الفقيدة في أعمالها. فبعد حصولها على شهادة من المدرسة الخاصة للمعمار بباريس في 1969، نالت الفقيدة في 1972 ترخيصا لممارسة نشاطها الحر في المغرب، فاشتغلت إلى جانب معماريين معروفين قبل أن تفتح مكتبها بالدارالبيضاء، حيث تخصصت في بناء وتجديد الدور الكبرى من قبيل الفيلات. وأضاف مقربون من ألوشون، أن هذه الأخيرة كانت لديها موهبة الإصغاء لحاجيات الآخرين، وكانت أيضا معروفة بمرحها وطيبوبتها وتواضعها، كما أعرب هؤلاء عن أملهم في إقامة عمل يذكر بجاكلين المغربية والبيضاوية، التي كانت مفعمة بحب جارف تجاه المغرب. ومن أعمالها، يتذكر من تعرف على هذه المعمارية مجموعة من المشاريع التي نشرتها في مجال العمارة، وخاصة تلك التي أنجزتها مع جان لويس كوهين، ومونيك إليب. وعلى إثر تدمير «فيلا المقري» للمعماري ماريوس بوير في 1995، قامت ألوشون إلى جانب عدد من أصدقائها والمولعين بالطابع المعماري للدار البيضاء، بإنشاء جمعية «øذاكرة الدارالبيضاء»، وهي جمعية مغربية غير ربحية للمحافظة على الموروث المعماري للقرن العشرين بهذه المدينة. وجعلت ألوشون من هذه القضية هدفا لنضالها، الذي لم تتوقف عن تحقيقه إلى جانب أصدقائها في هذه الجمعية، التي انخرطت في تحسيس الرأي العام، والفاعلين السياسيين والاجتماعيين بقيمة الموروث الحديث للمدينة وضرورة صيانته والمحافظة عليه. وشاركت الجمعية من خلال ذلك في عدة أشغال للبحث في هذا الموضوع مع مختبرات وطنية ودولية بالمغرب وأروبا والمغرب العربي. وكانت جاكلين ألوشون قد نالت في 2011 وسام «فارسة الفنون والآداب» من وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتيران، تكريما لها على نضالها الطويل في هذا المضمار.