تعيش عدة دواوير على تراب جماعة كروشن، إقليمخنيفرة، منذ صباح الأربعاء 7 مارس 2018، وفق مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، عزلة تامة عن العالم الخارجي بعد انهيار قنطرة سيدي بومحند، بسبب فيضانات واد سرو الناتجة عن التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة وتسببت في ارتفاع منسوب مياه الوادي بشكل كبير لتمتد نحو مساحات زراعية وإتلافها، وقد تعذر على العشرات من السكان، بسبب الانهيار، الانتقال إلى الضفة الأخرى للتسوق وصلة الرحم أو لقضاء أغراضهم الإدارية. في وقت لم يفت مصادر من عين المكان الإشارة إلى عدد التغيبات في صفوف التلاميذ وعدم تمكن السكان من الوصول إلى إحدى المطاحن لتوفير الدقيق لأسرهم المحاصرة في بيوتها بسبب الأمطار الغزيرة، كما توقفت حركة المرور التي تساعد الساكنة في التنقل. وبينما عبرت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" عن امتعاضها حيال انهيار القنطرة، وما كشف عنه الحادث من مظاهر "الغش وغياب الإنقان" على مستوى ما سمي ب "القنطرة" وبنية الطريق العابرة لها، أشارت كذلك إلى أن بعض المنتخبين والمسؤولين أغلقوا هواتفهم صباح الحادث تفاديا ل "الإزعاج" حسب أحد المصرحين، علما بأن القنطرة هي المتنفس الوحيد والرابط الرئيسي للسكان بين كروشن والقباب، وتهم عدة دواوير معزولة ضمنها : أروكو، إبيغلان، بوشرمو، تيديوى، تمداحت، وأيت عيسي، وغيرها، وكانت من صميم المطالب الأساسية في الكثير من الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة. وسبق أن تم إحداث قنطرة بشكل ترقيعي لم يصمد طويلا أمام مياه الوادي، حيث تمكنت المياه من جرف هذه القنطرة بسهولة، دون مساءلة أو محاسبة، وأدى انهيارها، قبل حوالي ثلاث سنوات، إلى إخراج السكان في مسيرة احتجاجية على الأقدام، تم اعتراضها في الطريق إلى خنيفرة، وتحديدا بنقطة بن اخليل، من طرف مسؤولين بالسلطة الإقليمية الذين وعدوا المحتجين بتجديد القنطرة، وبعد تنفيذ الوعد وتدشين القنطرة خلال صيف 2014، وجد السكان أنفسهم مجبرين على استعمال ما يشبه "قنطرة" بشكلها العشوائي الذي كان منتظرا أن يسمح للفيضانات بهدمها مرة أخرى، لكون بنائها لم يستحضر الشروط والمعايير التقنية، وكان يتغيا فقط ربح الوقت، وهناك عدة وعود أخرى لاتزال عالقة، ولا تقل عما يتعلق بإنجاز طريق بين القباب وكروشن، عبر أدراس.