وقع الزميل عزيز المجدوب يوم الجمعة الماضي إصداره الأول الذي اختار له عنوان «سفر في ذاكرة فنان.. مع محمد المزكلدي» وسيتم تقديمه بمناسبة أربعينية الفنان الراحل التي يحتضنها مركب ثريا السقاط بالمعاريف بالبيضاء ابتداء من السادسة مساء. الكتاب الجديد الذي صدر بدعم من النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، تولى تقديمه أمينها العام الفنان محمود الإدريسي، ويتناول سيرة الفنان الراحل محمد المزكلدي الذي ينتمي إلى الجيل المؤسس للأغنية المغربية العصرية. وكتب الفنان محمود الإدريسي في تقديمه للإصدار الجديد قائلا «يشكل هذا الكتاب خطوة في اتجاه الإمساك باللحظات المنفلتة من تاريخ الأغنية المغربية. إنها اللحظات التي تنطوي على أسرار ومواقف عاشها فنانون مؤسسون للصرح الغنائي المغربي، إلا أن أغلبهم يمضي إلى دار البقاء، دون أن يبوحوا بكل ما عاشوه ليتركوه زادا للأجيال المقبلة لتكوّن صورة تقريبية عما جرى في لحظات التأسيس الأولى للأغنية». ويضيف «أما إذا تعلق الأمر برجل من حجم الفنان محمد المزكلدي فإن مسألة توثيق مساره الفني تعد بحق فرصة للنفاذ إلى عمق تجربته التي تغطي عقودا طويلة، كان فيها شاهدا على محطات مفصلية في تاريخ الأغنية المغربية العصرية التي كان واحدا من مؤسسيها، وعاصر روادها الأوائل ليحتفظ بالعديد من المواقف والأسرار التي يفصح عنها لأول مرة للصحافي والكاتب عزيز المجدوب». ويتابع صاحب «ساعة سعيدة» أنه في هذا الكتاب، وفي مسار المزكلدي، «تلتقي الوجوه والأسماء مثل محمد فويتح وعبد الرحيم السقاط وأحمد البيضاوي وعبد الوهاب أكومي وأحمد الشجعي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وزكريا أحمد ورياض السنباطي ومحمد القصبجي وعبد الحليم حافظ والفرقة الماسية وأحمد فؤاد حسن، ثم الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه الذي كان ملكا وفنانا يقدّر الفن والفنانين، ولم تكن فراسته لتخطئ رجلا مثل الراحل محمد المزكلدي الذي كان يحظى بمكانة خاصة لدى جلالته، مكّنته من نسج علاقة خاصة جمعتهما وانطوت على تفاصيل كثيرة يحكيها في هذا البوح». ويعد الراحل محمد المزكلدي أول سفير للأغنية المغربية إلى الشرق العربي، فهو أول مطرب مغربي سجل بمصر أغانيه بالإذاعة، وحمل على عاتقه مهمة التعريف بالفن المغربي هناك منذ منتصف الخمسينات، مع ما رافق تلك المهمة من صعوبات كابدها هذا الفنان الاستثنائي، قبل أن يواصل مساره الفني بالمغرب خلال مطلع الستينات بعشرات الأغاني التي ما زالت تحتفظ بها الذاكرة الفنية الغنائية.