أصبح من المألوف الآن أن يتزوج الشاب فتاة أكبر منه سنا، وقد يرجع ذلك إلى علاقة حب قوية بين الطرفين، ويمكن أن تكون الزوجة أيضا مطلقة أو أرملة ويتزوجها شاب يصغرها في العمر ولا رابط بينهما سوى الحب. ولكن أحيانا يكون الزواج مقترنا بمصالح خاصة ودوافع مادية حين تكون الزوجة ثرية والرجل فقيرا أو يكون هناك نوع من المشاركات المادية في مشروع ما ويضطر الاثنان إلى الزواج، وهي حالات تحدث في كل مجتمعات العالم. ويرى الدكتور جهاد أحمد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر أن العادات والتقاليد الاجتماعية في المجتمعات العربية تحرم الشاب من الزواج من فتاة تكبره في السن. ويقول: «المجتمع المصري -على سبيل المثال- واحد من تلك المجتمعات التي ترفض فكرة أن يتزوج شاب من فتاة أكبر منه سناً، وإن حدث فلا تحظى بالتأييد من الأهل والأصدقاء حيث يحاولان إفشال الموضوع خاصة أن طبيعة الرجل الشرقي تحبذ أن يكون هو المسؤول ولذلك يبحث دائماً عن الجمال والأنوثة في شريكة حياته ولا سيما أن تكون صغيرة السن لتنجب له الأطفال، لكن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى نجاح الزواج دون شرط العمر وتتمثل في الانسجام الاجتماعي والاقتصادي والتوافق العلمي والفكري. أما د. ماهر الخولي أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر فيقول: «اشترط الإسلام في الزواج أن يكون الرجل بالغاً عاقلاً وكذلك الزوجة دون الإشارة إلى العمر، ولذلك فالتفاوت في العمر لا يمنع الزواج مادام هناك التوافق والانسجام العاطفي والفكري والثقافي والنفسي، مشيراً إلى أن أنجح زيجات رسولنا الكريم محمد (صلى لله عليه وسلم) كان فيهما فارق سن، فالسيدة عائشة التي تصغره بأعوامٍ كثيرة والسيدة خديجة (رضي لله عنها) التي تكبره بكثير، كانتا من أنجح زيجاته». وتقول رحاب شعبان الباحثة في علم الاجتماع: «زواج الشاب من فتاة أكبر منه سنا يأتي دائما بأسباب مادية ويرجع إلى مصالح مشتركة كأن تمتلك الفتاة شقة مثلا أو لديها رصيد من المال في البنك والشاب لا يملك شيئا. وهناك حالات قليلة يكون هدف الزواج فيها الحب والحياة الاجتماعية البعيدة عن المصالح المادية. فلا مانع أن يتزوج الشاب فتاة تكبره عمرا ولكن لا تكون مسافة السنوات طويلة، بحيث تبلغ الزوجة مرحلة الكهولة بسرعة وزوجها لا يزال شابا، كما يجب ألاّ تتعدى السنوات أكثر من عشر». وتضيف: هناك مشكله أخرى تنشأ نتيجة فارق العمر الطويل بين الرجل والمرأة حيث تجد اختلاف الأمزجة والميول والهوايات والاهتمامات، فقد يكون الزوج يريد الذهاب للنادي أو زيارة الأصدقاء ولكن الزوجة كبيرة السن تفضل أن تجلس في البيت تتابع التلفزيون أو الحديث في الهاتف كل يوم. وتجد الرجل مشبعا بالحيوية وعشق الحياة والزوجة تعاني من الكسل والخمول وتبتعد عن اهتمامات زوجها وتصبح وحيدة والرجل في عالم آخر لا تدري عنه شيئا.