قالت مصادر ل "الاتحاد الاشتراكي" إن الشركة الوطنية للاستثمار تستعد للاستغناء عن خدمات رئيسها التنفيذي حسن بوهمو الذي قضى على رأسها 13 عاما، والذي يعتبره العديد من المراقبين المدير العام للهولدينغ الملكي. وقالت مصادرنا إن حسن بوهمو قد يتم تعويضه بمحمد الورياغلي، وهو القرار الذي من المرتقب أن يبت فيه المجلس الاداري للشركة الوطنية للاستثمار خلال الاجتماع المقرر عقده نهاية الشهر الجاري . ويأتي خبر إعفاء بوهمو الذي يوصف بالرجل القوي في هرم أكبر تجمع اقتصادي في البلاد في أعقاب مقال كانت المجلة الفرنسية "لوبوان" قد نشرته قبل بضعة أشهر وهو ما أغضب الديوان الملكي الذي بادر الى مطالبة المجلة بنشر بيان حقيقة في الموضوع. وكان جلالة الملك محمد السادس قد أوضح، ردا على ما نشرته المجلة الفرنسية «لوبوان» بعدما نشرت مقالا حول «الشركة الوطنية للاستثمار SNI»، أن حسن بوهمو الذي وصفه المقال بكونه «خازن الملك»، هو في الواقع المدير العام للشركة الوطنية للاستثمار، «وهو المكلف بتنفيذ الاستراتجيات والرؤية التي يتم المصادقة عليها من طرف المجلس الإداري للشركة الوطنية للاستثمار» حسب الرد الملكي. كما أوضح جلالته أنه لا يتدخل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع الفوسفاط، و «لا يملك أي حصة من الOCP» يقول الرد. واعتبر الرد الملكي أن ما جاء في مقال «لوبوان»: «مجرد أوهام وغير مبني على معطيات دقيقة». مضيفا أن طلبات العروض في مجال الطاقة في المغرب تكون موضوع منافسة على الصعيد الدولي بين شركات دولية، وبالتالي فإن طلبات العروض تخضع لمعايير انتقاء «صارمة»، وأن شركات عالمية تشارك للحصول على هذه العروض، وحتى عملية الاختيار تتم عبر «لجنة مستقلة وتتخذ قرارها على أساس المعايير التي تكون معروفة لدى جميع المنافسين». وأشار الرد إلى شركة «ناريفا» العاملة في مجال الطاقة والتابعة للهولدينغ الملكي، والتي قالت عنها المجلة الفرنسية إنها تستحوذ على مشاريع الطاقات المتجددة في المغرب، موضحا أن «ناريفا» لا تتوفر إلا على جزء بسيط من مشاريع الطاقات المتجددة في المغرب وتتقاسمها مع مساهمين كبار من بينهم شركة «ألسطوم» الفرنسية. وتجدر الإشارة إلى أن «لوبوان» نشرت مقالا حول «القلعة المالية للملكية » ترجمته «الاتحاد الاشتراكي» بتصرف حيث ذكرت أن بوهمو يبقى «أحد أكثر رجال المغرب نفوذا، فهو المشرف على ثروة الملك ويعرف الأسرار المالية للمملكة كبيرها وصغيرها، وهو شيء ليس بالهين لأن جلالة الملك ليس عابرا لا يملك شيئا.. فحسب مجلة فوربس يحتل ملك المغرب المرتبة الأولى في تصنيف ثروات ملوك افريقيا بثروة تقدر ب 2 مليار دولار! وبوهمو يرأس الشركة الوطنية للاستثمار، وهو بذلك مسير للهولدينغ الملكي «سيغر» (جناس لكلمة regis التي تعني باللاتينية للملك) الذي يجمع ممتلكات العائلة المالكة من ضمنها... الشركة الوطنية للاستثمار». وأضافت أن الشركة الوطنية للاستثمار «حاضرة في حوالي 40 قطاعا اقتصاديا: التوزيع، السيارات، المناجم، الزيت، السكر، الماء المعدني، الابناك، الاسمنت... الخ.. علامات المجموعة تشكل جزءا من الحياة اليومية للمغاربة، بشكل مهيمن ينتقده البعض.. المعارضون للملكية ينتقدون هذه الهيمنة ويصفون هذه المجموعة بالأخطبوط، الذي يتحكم في الاقتصاد. وفي الصحافة وفي بعض الأحيان خلال المظاهرات ترفع شعارات تنتقد الملك ومستشاريه وهيمنته المالية».